الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

لديها مشكلة في الإنجاب.. هل أتزوجها؟!

م- المنصورة
السلام عليكم..
تقدمت لخطبة فتاة متدينة وعلى قدر عالٍ جدًّا من الأخلاق، وبها كل ما أتمنى تقريبًا، ولكن أخبرني أهلها بأن لديها مشكلةً في الإنجاب، وهي تعالَج، ومن الممكن الشفاء بإذن الله، ومن المحتمل ألا تستطيع الإنجاب، وهو الاحتمال الأكبر، ولكني أريدها؛ لما فيها من صفات جميلة وحميدة، وأنا لا أتكلم بلغة العواطف الآن؛ لأني أقدِّر الموضوع وخطورته.

لذلك أستشيركم.. مع العلم بأني لمَّا تقدمت كنت قد تقدمت عن طريق أختها، ولا يزال أهلها الرجال لا يعلمون حتى الآن، وقد قلت لأختها إنني موافق على هذا الزواج، بالرغم من هذه الحالة.. وقد أرسلت إليكم رسالةً قبل ذلك عن نفس الموضوع ولكن لم يأتِ الجواب حتى الآن، وأنا في أمسِّ الحاجة إلى رأيكم، وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
من الحزم والعقل عندما يكون المرء أمام حالة مستثناة أن يتأنَّى ويتروَّى، ويعدُّ نفسه للصمود أمام اختيار قد يجد من حقائق النفوس في لحظات ما أيَّ قدرٍ من المقاومة أو الرفض.

حيَّاك الله أخي الكريم..
لا شكَّ أنك يا بني تعقل ما تستشير فيه، وتُدرك أبعاد الزواج بامرأة يُحتمل ألا تُنجب، وهو احتمال واردٌ لكل امرأة، لكنه يأتي بعد زواج وتعارف وبحث عن حلٍّ جديرٌ بطول مدته أن يُحدث ألفةً بين الزوجين، يصطبران بها على متاعب البحث، فإذا أضفنا أن أملاً ما يدبُّ في نفس كل منهما؛ انتظارًا لفرج الله القريب مهما بعد الزمن وطال.. كلُّ ذلك ربما يؤدي إلى قناعة منهما بالبقاء معًا، دون أي تأثير لعلة الحرمان من الإنجاب، هذا ليس فقط بالنسبة للمرأة حين لا تنجب، بل أيضًا بالنسبة للرجل حين يتعذَّر الإنجاب بسبب منه.

بعض الحالات تختصر الطريق وتؤثِر الفرقة بحثًا عمن يحقق لها فطرتها، فتقطع الطريق قبل أن يطول، هكذا وجدنا واقع الناس.

أما حالتك فأنت مقبلٌ على زواج من امرأة تعرف عنها احتمال عدم إنجابها، ومن ثم يجب عليك أن تقرِّر مدى حاجتك إلى الأولاد، فإن رأيت أنك قادرٌ على الاستغناء، فعليك الزواج بها على اقتناعٍ تامٍّ دون أن تحمِّلَها يومًا مسئولية ذلك، وبالتالي العيش على أمل الفرج القريب لعله سبحانه أن يُحدث بعد طول صبر أمرًا، مكيِّفًا نفسك على الحرمان من نعمة الأولاد دون أي تفكير في الزواج بأخرى، أو أن تقرر أنك مستعدٌّ لتحمُّل ذلك على أن تتزوَّج بأخرى تنجب منها أولادًا، وهذا يحتاج منك أن تجلس معها جلسة مصارحة لتقرير إلى أيِّ حدٍّ تقبل هي بك مع توقُّع زواجك بغيرها.

ومع وجود أمثلة عبَرت الحياة دون أولاد وفي وفاق تامٍّ إلا أنني مع هذا أحسب حسابًا لنداء الفطرة لدى الرجل أو المرأة؛ حين لا يسع أحدهما أو كلاهما أن يستغني بالآخر عن الأولاد، فهذه قدراتٌ خاصةٌ وطاقاتٌ وسعت أصحابها، إذن أنت من يقرر ذلك حتى لا تندفع الآن دون أن تضع أمامها احتمال الزواج بأخرى يومًا ما وساعتها تنقلب الحسابات.

فعليك أخي أن تجلس إلى نفسك، وتقرِّر ما يغلب على ميلك الفطري، ومثل هذه المرأة يجب أن تتفهَّم أنه في حالة عدم إنجابها لا بد أن تتجاوب مع الزوج إذا رغب في الزواج بأخرى، على أن تتوثَّق العلاقات والصلات، وألا يكون مجيء الأبناء سببًا في عضْل امرأة والإجحاف بحقها.

أسأل الله أن يشفي من تريد، وأن يوفق بينكما على احترام وتقدير .
------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق