الاثنين، 5 يناير 2009

زوجتي اليتيمة أتعبتني

العصامي- مصر :
تزوجتُ منذ 11 شهرًا وأعامل زوجتي معاملةً طيبةً لما لها من حقوقٍ عليَّ، وأعلم تمامًا أنها تُحبني جدًّا وظروفها أنها وحيدة؛ حيث تُوفي والدها وهي صغيره وليس لها إلا أنا وأمها بعد الله عز وجل، ولكن دائمًا ما تقع خلافات بيني وبينها ونصحتها وهجرتها وضربتها وشكوت لأمها، وفي كل مرة تقول لي "آخر مرة"، ولكن لا أُخفي عليكم أنَّ صدري قد ضاق من ذلك، علمًا بأنها حامل.. فما الحل؟.

تُجيب عن الاستشارة: ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

أخي الكريم العصامي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جميلٌ أنك تعرف أنَّ لزوجك حقوقًا عليك، تستوجب معاملتها بالحسنى، وجميلٌ أيضًا أنك تعرف تمامًا أنها تحبك جدًّا، وهذا مما يرزق الزوج بما أعدَّه نعمةً وفضلاً يستوجب شكر الله الذي ألَّف قلبها على حبك.

لكن يا أخي مع هذا، وفي خلال مدةٍ لم تصل إلى عام، حدثت خلافات بينكما استوجبت منك كما قلت أنك:
- نصحتها.
- هجرتها.
- ضربتها.
- شكوت لأمها.

ألا ترى أنك استنفدت كل وسائلك جملةً واحدةً في أقلِّ من عامٍ من زواجكما؟!.

أنت يا أخي تعرف ظروف زوجتك؛ فهي تربَّت يتيمةً، فقدت الأب وافتقدت معه الرعاية
والشعور بالأمن والحماية، وخرجت إلى الدنيا لتجد نفسها بين اثنين أم وزوج، لا شك أنَّ كلَّ هذا كان يجب مراعاته منك، فأنتَ بالنسبةِ لها مع حبها إيَّاك لست مجرد زوج، بل أنت أيضًا أب، والأب له مساراته في التعاطي مع المشكلات، وللزوج مسار آخر قد يكون مخالفًا، فقد تُخطئ المسكينة وتنتظر رد الفعل الأبوي وليس الزوجي، وهو الاحتواء والاستيعاب والرفق، وخاصةً أنها لمَّا تنضج بعدُ نفسيًّا مع غياب الأب عن حياتها منذ الصغر.

أراكَ أخي الكريم استعجلت العلاج، وكان عليكَ التريث وتقدير ظروف نشأتها.

وكان عليك أن تُعرِّفنا حدودَ اختلافكما، فلعله على أمورٍ يمكن التغاضي عنها، وتحجيمها، ولعلها أمور عظيمة تستدعي توجيهًا ما يُناسبها.

أرجو يا أخي ما دامت  الظروف على هذه الشاكلة، وما دمت أنتَ من لم يحنُ أو يستوعب، أو يصبر ويتحمل
أرجو ألا يضيق صدرك، وأن تفسح لها من قلبك وصدرك ما يتسع.

إعادة توجيه خلافاتكما على نحو يصل بها إلى التحجيم والتهميش ثم الانتفاء بالكلية، واترك لنفسك فرصةً ثانيةً وثالثةً لإصلاح شأنها وشأنك، فلعل الخطأ عندك في طريقتك في معالجةٍ ما ينشأ من خلافٍ بينكما.

 تريث أخي الكريم ولا تأخذ قرارًا حتى تضع الزوجة حملها وحتى تُشعرها بحبك إيَّاها كما أشعرتك هي بحبها إيَّاك.

فجديرٌ بزوج محب وزوجة محبة ألا يكدر صفوهما خلاف، وأن يبحثا معًا عمَّا يزيد من ألفةٍ بينهما ويطيل عشرتهما ويُبقي عليها آمنةً مستقرةً.

أخي الكريم..
حاول مرات ومرات لعلك تُحدِّث لديها من النضج النفسي والاتزان ما يصلح شأنكما معًا.. لا تتضجر وثق أنه بقليلٍ من الحبِّ والدفء يُمكنك أن تتجنب الكثير من المكدرات، فالطريق طويلة وما دامت خلافاتكما ليست مما يتصل بخطر الانفصام النفسي بينكما أو عدم التوافق أو الاتفاق الزوجي فسهلٌ تخطيه وإغضاء الطرف عنه.

آمل أن تكتب إلينا ثانيةً أن حياتكما صارت إلى تفاهمٍ وتناغمٍ واستقرار، كل دعواتي لك بالتوفيق والوفاق مع زوجتك.
----------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق