الأحد، 2 أغسطس 2009

أخشى ضياع الحب بعد الزواج

الاسم : ل
أنا مكتوب كتابي لأخ صالح تقي منذ 8 شهور، بعد فترة خِطبة طويلة، أحببتُ زوجي كثيرًا، وأحبني أكثر، وسنتزوج قريبًا بإذن الله، الموضوع أني أخشى أن يذهب أو يقل حبنا بعد الزواج، وينشغل كلٌّ منا بما لديه من مسئولية، خاصةً أني ما زلتُ في الدراسة؛ فأرجو منكم بعض النصائح والإرشادات؛ حتى يدوم حبنا طول العمر في ظل بيت سعيد، وآسفة لأني أطلت عليكم.. أسألكم الدعاء.

يجيب عنها ماجدة شحاتة الاستشاري الاجتماعي بموقع (إخوان أون لاين):

الابنة الحبيبة ...
بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير، نحسبك وزوجك على خير، ولا نزكيكما على الله، بالطبع تغيُّر وضع العلاقة بينكما بعد العقد عنه أثناء الخِطبة، فلم يعد ثم تحفظ كما هو أثناء الخِطبة التي طالت، على ألا تتوسعا فيما بينكما بعد العقد؛ ليكون للبناء بهجته وأشواقه.

والحمد لله أن رزقكما الحب والحرص على دوام هذا الحب؛ حتى لا تنال منه الأحداث والمواقف.

بنيتي...
جميلٌ منكِ هذا الحرص، وسؤالك عما يُديم الحب بينكما، وبمشيئة الرحمن يتوج العقد بدخول مبارك، تُسرين به وتفرحين له، وثقي يا بنيتي أن دوام النعمة إنما يكون بشكر الله عليها، والامتنان لفضله سبحانه، فليس مما يقع بين القلوب من حب إلا منه سبحانه فاحمديه على ما أنعم به وتفضَّل عليكما.

ولا شك بنيتي أن مما يحقق الانسجام بين الزوجين التفاهم والحوار الهادئ المتزن، واحترام كل منكما لبعض، وتقدير جهده والعرفان له.

أما الخوف من الانشغال كل بمسئولياته، فاحذري ذلك ولا بد من القفز على تلك المشاغل، لإثبات الحضور الدائم للدفء الأسري والتدفق العاطفي، مارسا الحب كسلوكٍ واقع، يجري به كل منكما نحو الآخر، يحتمي به من لظى تلك المسئوليات وعناء الحياة، وكونا على قدرٍ كبيرٍ من لين الجانب والرفق في كل شيء، واحذري العناد والمخالفة، واعرفي طباعه، ومن أين يؤتى تدفقه العاطفي وتفاعله النفسي معك.

واستمعي جيدًا لوصية الأعرابية لابنتها في يوم زفافها راجعيها بنيتي، واحفظيها جيدًا تكوني قد أديت الذي عليك تجاه محبتكما.

واعلمي بنيتي أن الحب جناحٌ للحياة الزوجية فبقي جناح آخر؛ هو العقل والمنطق في النظر للأشياء، والحكم على المواقف والتصرفات، كيلا تسيئين تفسيرها وتأويلها.

كوني هادئة الطبع، متزنة النفس، فلا يسهل انفعالك أو استفزازك.

واتفقا وانويا على أن تبنيا حياةً زوجيةً وادعةً مستقرةً بكثير تفهمكما كل لنفسية الآخر وحاجاته، واعلمي أن الأخذ يقابله عطاء، والواجب يقابله حق.

فالحياة الزوجية مسئولية لا يلطف منها إلا عاطفة جياشة، ومشاعر دفء دفاقة، ونهار فيه حركة نحو سعي يُعمِّر الدنيا، وليل ساكن يلتمس فيه حاجات النفوس والقلوب.

أسأل اللهَ أن ييسر لكما البناء، فخير البر عاجله، وأن يديم بينكما الوفاق، ويشيع بينكما المودة والرحمة، وكل التحية لكِ، وآمل أن تواصلينا بالسعادة التي استقرت عليها مرافئ حياتك .
-----------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق