الأحد، 9 مايو 2010

تجاهل خطيبتي يقلقني

المنيا – خاطب :
أنا شاب عمري 29 سنة، أنهيت الجامعة، وسافرت للعمل بالخليج، واستخرت الله في كريمة أحد الإخوة، ارتحت لها، وصليت استخارة في نفس الليلة، ودعوت الله أن يرشدني للخير، وفي الميعاد أبلغت الأخ المسئول بموافقتي وأبلغني هو بموافقة الفتاة، وسافرت ثم أتمَّ أهلي الخطوبة بعدها بأسبوعين، وفي أول حديث هاتفي معها كانت صامتةً ولم أشعر بفرحتها مثل كل الفتيات، وفي المرة الثانية كذلك، وفي المرة الثالثة طلبت منها أن تصارحني بما في داخلها، فأبلغتني أن سبب ذلك هو أن أحد الشباب شقيق صديقة لها تقدم لها ولكن لأنه غير ملتزم وهو مدخِّن أيضًا، رفضه أبوها وأمها، وبعد أيام من رفضه تقدمت أنا وتمت الموافقة، ومرَّ على خطوبتنا شهران بعدها قمت بتحديد فترة كي تقرر الاستمرار في الخطوبة أو أنهيها وهي اعتذرت عما بدر منها في بداية الخطوبة من تجاهلها لي.. ماذا أفعل؟!

* تجيب عنها: ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

وعليكم السلام ، ابننا الكريم النبيل..
يقف المرء أحيانًا يضرب كفًّا بكف عجبًا أن يجرؤ البعض على ما يُستحيَى منه، ثم هو يعلنه ولا يبالي بالعواقب.

حيَّاك الله أيها الفاضل، وأشكر لك ثقتك بنا، فما خاب من استشار، ولا ندم من استخار، لا تتعجب يا بني مما وجدت، فهذا بعض أثر التربية غير المنتجة، تلك التي تهنأ بقشور ظاهرة ولا ترسِّخ قناعات باطنة، ولا تأسَ على موقف الأبوين؛ فقد رأياك يا بني كنزًا لابنتهما من حيث دينك وخلقك، فقد أحسنَّا الاختيار منك، وهما رفضا من سبق لسوئه وما علماه من تدخينه، وشيء طبيعي يا بني عندما يتقدم المناسب أن يتم القفز على أي ملابسات.

لقد اعترفَت لك بسرِّ انصرافها عنك، فهي إما ساذجة إلى حد الغفلة، التي لا تقدِّر معها عواقب مثل هذا الاعتراف، وإما أرادتك أن تنهي أنت الأمر بعيدًا عنها، فلا تكون هي أمام الأبوين سببًا في فض الارتباط، فإن كانت الأولى- أي ساذجة غافلة- فأعتقد أنها ستنضج يومًا وتميِّز الأشياء وتستقر نفسيًّا على اختيار راشد، وإن كانت الثانية فأرى أن المهلة التي أعطيتها إياها هي فرصة أخيرة لتثبت لك بما يطمئن قلبك.

ويمكن للخاطب أن يتحمَّل من خطيبته أي شيء إلا أن تصرِّح له بإعجاب قد لا يصل إلى درجة الحب بآخر غير هذا الخطيب، فكل خطيب يريد أن يكون هو مهوى خطيبته، وهو أثيرها وذوب نفسها، أليس سيصبح زوجها؟ وماذا يحقق للزوجية تناغمها وانسجامها إن لم يكن ثم توافق نفسي، وانفعال شعوري ودفء عاطفي يتدفق بينهما ومن كل منهما إلى الآخر؟!

فإذا كنت تثق بتربيتها وأخلاقها فهل كان مما يليق أن تصارحك بهذا، لتضعك على محكِّ تردُّدِها بينك وبين من أعجبها رغم انفلاته؟

ربما تطمع في عودتها لك نقيةً تقيةً محبةً؛ لكونك تثق بأبويها اللذين يحبانك، لكن ما هكذا تُحسم المسألة، وأرى أن تحزم أمرك وتُنهي هذه الخطبة حتى لا يظل شعورٌ ما يخامرك تجاهها، ربما يكدر صفوك في مستقبل حياتكما، فإذا كان الرجل يغار من ذكر من تقدم لزوجته برغم علمه برفضها وتفضيلها إياه على من سواه، فكيف بك يا بني وخطيبتك تصرِّح بأنها مترددة في حبك، فتارة تراك حبيبًا وأخرى تراك غير ذلك، ولو أن هذا غير مرتبط بإعجاب بآخر لكنت طالبتك بالصبر عليها، والتواصل معها؛ حتى تتضح منزلتك في نفسها  أما والحقيقة غير ذلك فعليك أن تهاتف والدها، وتعتذر له على أن تحيله لابنته، فربما أسيء تفسير موقفك وبالتالي أسيء إليك فيما يترتب على فسخ الخطبة من حقوق.

وعليكَ أن توضح لها ما تنويه وتضعها أمام هواجسك نحوها، وتأمل ردَّ فعلها وعليه يكون قرارك.

أسأل الله أن يشرح قلبك لزيجة تصفو وتخلص ودها لك فتسرَّ نفسك، وتسعد قلبك بحب يجمعكما على طاعة الله وبناء أسري وثيق.
------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق