الأحد، 26 أغسطس 2012

بلغتُ الأربعين ولم أتزوج وأخي يحاول طردي من الشقة !

تقول السائلة : 
بلغتُ من العمر أكثر من 40 عاما ولم أتزوج فقد كنت أُمَرض أمي التي أصيبت بمرض مزمن، وبعد إصابتها بفترة أصيب أخي أيضا/ ثم ماتت أمي، وبقيت أنا وأخي معا حتى توفى، رحمهما الله.
لكن مشكلتي الآن أنني أصبحت وحيدة، دون زوج أو أولاد يرعونني، وأخي الأكبر الذي لم يكن يسأل عنا، أصبح مصدر قلق بالنسبة لي، حيث يأتي يوميا للشقة ويطلب مني أن أرحل لأي مكان حتى يأخذ هو الشقة ويسكن فيها هو وأبنائه.
ماذا أفعل انصحوني؟

تجيب عنها ماجدة شحاتة - خبير علاقات أسرية واجتماعية بموقع علامات أون لاين :
السلام عليكم أختنا الكريمة البارة بأمها وأخيها. ونحن في موقع علامات إذ نرحب بك ونشكر لك ثقتك بنا، جعلنا الله خيرا مما تظنين..

لعلك يا أختاه وقد تأخر زواجك، بسبب هذا البر بأمك المريضة ثم أخيك المريض حتى توفاهما الله عز وجل، وأنت تثابرين على الرعاية والعناية لسنوات طوال أوقفتها عليهما، راضية قانعة أنك كنت في جهاد، لعل ذلك مما يعزي النفس، ويخفف من ثقله الإحساس بالوحدة، فقد أبيتِ إلا أن تكوني إلى جوار أمك المريضة وأخيك المريض من غير ما ملل ولا ضجر، إذ لمن كنت ستسلميهما في زمن العقوق؟ فهنيئا لك أختنا الكريمة ما قدمتِ، وبارك الله لك في صحتك وعمرك، وثقي أختنا الكريمة أن هذا عمل يفوق درجة الجهاد (ففيهما فجاهد) قياما بحق الصلة والبر فكيف بالرعاية والصبر على المرضى؟

أعلم أن للإحساس بالوحدة وطأة، ولكن غيرك لا يجد من عظيم العمل ما حال بينها وبين الزواج مثل الذي لكِ، وهنا نستحضر الأجر، وعظيم الثواب وانتظار العوض من الله الذي لا يضيع لديه المعروف ولو كان مثقالا من الذر، وثقي بموعود الله في حسن الثواب الذي أعده لعباده في الدنيا والآخرة.

واعلمي أختاه أن كل شئ بقدر، وأن لله في كل تقدير حكمة يجب أن نعيها ونستشعرها ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فالله أعلم وأحكم، في منحه ومنعه وليس علينا إلا أن نستيقن الخير في كل ما نلقى من أقداره سبحانه..

إن هذا اليقين هو الذي يجعلنا نقبل على الحياة بنفوس راضية وقلوب منشرحة، متفائلة بما عند الله وهو خير وأبقى..

فلا تبتئسي أختاه واستودعي كل عمرك وجهدك الذي قدمتِ عند الله ولا تنتظري جزاء إلا منه سبحانه فعنده الجزاء الأوفى ..

حاولي أختي الكريمة استكمال مسيرة عطائك بالتواصل الاجتماعي مع من حولك، وقدمي من الخير ما يناسب قدراتك، ولا تتوقفي عن العطاء فمثلك إن شاء الله قادر عليه منفعل به، منطبع عليه فشاركي مجتمعك دورا من خلال الجمعيات أو المساجد ففي ذلك تخفيف وتنفيس..

أما عن أخيك الذي يبدو أنه خلع نفسه من منظومة الأسرة ابتداء فلم يرعَ حقا لأم أو أخ، وتركك تحملين المسئولية وحدك، غير عابئ بعاقبة عقوقه، ثم ها هو لا يحفظ رحما بل يقطعه في غير رحمة، لقد نسي أن الجزاء من جنس العمل، وأنه ما لم يتب فلعله يلقى من العقوق ما هو أشد من بنيه وزوجه.. ومثله يخشى عليه الفقر وقلة الرزق ومحق العمر..

وهو إذ ينازعك البيت الذي فيه تأوين، فأرى أنه ربما اتكأ على حقه كوريث، وما دام الأمر كذلك فليحكم بينكما ذوا عدل، ولتصلا معا إلى ما يحفظ حقك، ويضمن لك سترا ومأوى، أو أن تتوصلا لاتفاق على العيش معا، كل في مكان مخصص له، كفرصة للتواؤم والتآلف من قبله وأسرته معك، وليفترض أنك بمنزلة الأم، قمت عنه بدور واجب الوفاء له.. هذا إن كانت الشقة ملكا لكما.

أما إن كانت مستأجرة فالموقف القانوني يدعم وجودك فيها كونك وريثة مقيمة بها، يقر لك القانون بعقد جديد بنفس القيمة.. فتأملي أختي الكريمة أمرك والله أسأل أن يطمئن نفسك، ويرزقك من حيث لا تحتسبين من يعوضك خيرا عن سنوات المعروف.. وطمئنيني عنك إذ ننتظر تواصلك.
--------------
طالع الاستشارة على موقع : علامات أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق