الخميس، 26 أبريل 2012

ندوة علامات " المرأة التونسية من الثورة إلى الدولة " تضع أطر التعاون مع مصر الثورة

أ.ماجدة شحاته - د.هالة الجندي

 أدار الندوة وأعدها للنشر أ.ماجدة أبو المجد
د.هالة الجندي :
-       -   نساء تونس احتفين بنا قائلات أهلا بحفيدات الإمام الشهيد حسن البنا
-       -   برلمانيات تحملن عبء رئاسة 4 لجان، واختيرت "العبيدي" نائب رئيس المجلس التأسيسي
-     -     "البيت إلى البيت" حملة طرق الابواب لتوعية التونسيات بالحقوق السياسية

الكاتبة / ماجدة شحاته :
-       -   الإعلام المستقل صدّر لنا صورة تونس العلمانية وأخفى وجهها الإسلامي المضيء
-       -   جامعة الزيتونة تأبى إلا أن تؤدي دورها في نشر الإسلام الوسطي
-       -   تونس الثورة أصبحت قبلة الإسلاميين للقيام بدورهم في تبليغ رسالة الإسلام الحضارية

د.هالة الجندي

الوفد المصري

الدكتورة " هالة الجندي " والأستاذة الكاتبة " ماجدة شحاتة " والدكتورة " أسماء زيادة " العضوات بالمركز المصري لرصد أولويات المرأة "مرام " مثَّلن الوفد المصري في زيارته  بتونس مؤخرا , واستضاف صالون " علامات أونلاين " كلاً من الدكتورة هالة الجندي والأستاذة الكاتبة ماجدة شحاتة وحالت ظروف سفر الدكتورة أسماء بالكويت  دون الحضور في هذا الملتقي والذي جاء  بعنوان "المرأة التونسية من الثورة إلى الدولة"، بعد عودتهما من زيارة عمل لتونس للمشاركة في فعاليات مؤتمر المرأة من الثورة إلى الدولة لتبادل الخبرات بين الإسلاميات بعد ثورات الربيع العربي، ومقارنة وضع المرأة المصرية بعد ثورة ال25 من يناير بنظيرتها التونسية، وتلقيا بالضوء على وضع الإسلاميين هناك وموقف الليبراليين من الثورة، وكيف تم التعامل مع مكتسبات المرأة بعد وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم هناك...

لتتحدث في البداية د.هالة الجندي أستاذ النساء والتوليد وعضو بالمركز المصري لرصد أولويات المرأة "مرام" قائلة:
 لقد منّ الله علينا وشرفنا بأن مثلنا مركز "مرام" في لقاء عمل بهدف تبادل الخبرات مع المرأة هناك بصفاتها ممثلة في حركة النهضة، وخرجنا باستفادة شديدة جداً وكونا رؤى واضحة عن المرأة التونسية نتمنى أن تستفيد بها المرأة المصرية العاملة في المجال السياسي أو منظمات المجتمع المدني.

وعلى مستوى نساء حركة النهضة أشارت الدكتورة هالة إلى مدى الاستفادة التى تحققت للوفد المصري من خلال الاطلاع على تجارب المرأة التونسية قبل الثورة وبعدها، وكيف كان يتم تجريف واستئصال لكوادر الحركة الإسلامية من جذورها، فقد حاول "بن علي زين العابدين" أن يستأصل الحركة برموزها من الجنسين رجال ونساء، فاعتقل ما يزيد عن ثلاثين ألف منهم، تجاوز نصيب النساء من الاعتقال أكثر من 8 آلاف امرأة من نسائها، تعرضن للسجن والتعذيب والاعتداء بكل أنواعه.

الاعتقال للنساء.. والرجال

ومن خلال مقابلة بعض السجينات تحدثن عن كثير مما ذقنه في معتقلات بن علي، لكنهن أكدن أنهن خرجن من التجربة أقوي وأكثر صمودا وتحملا، وأشرن إلى أن يقبلنه بعد الثورة من تحديات أقل بكثير مما عانينه قبلها، لدرجة إن الأخت المسئولة عن لجنة المرأة والأسرة في الحركة قالت نحن نحمد الله سبحانه وتعالى أن الحركة لم تؤتي من قبل النساء فعلى قدر وصول عدد المعتقلين 30 ألف وبقائهن خلف الأسوار لمدد تترواح ما بين الـ10 سنوات إلى الـ20 سنة إلا أن 13 أو 14 سيدة فقط هن اللائي طلبن الطلاق من أزواجهن ... كذلك لا أنسى أخت لنا هناك ظلت مخطوبة وعقد قرانها على عريسها وهو في المعتقل وانتظرته عشر سنوات، لم يرغمها أحد سوى أنهما اتفقا على التفاني من أجل المشروع والفكرة الإسلامية والمحاربة من أجلها.

شكل أخر من صمود نساء تونس وجدناه من خلال المرأة العاملة لزوج معتقل، وما وجدته من اضطهاد في عملها في جامعتها في أهلها، لكنها خرجت من كل هذه الأزمات صامدة قوية لا تلين ولا تستكين، فباشرت عملها الدعوي والعام والمجتمعي والسياسي والاجتماعي والإغاثي بعد الثورة بصورة منفتحة على المجتمع من حولها، وفور رحيل المخلوع نظمت النساء قوافل طرق الأبواب عرفت باسم حملة "البيت إلى البيت" للقيام بالتوعية السياسية للمرأة وتعريفها بطبيعة المرحلة وطبيعة الانتخابات.

ورغم التجريف الديني الذي عانت منه المرأة التونسية، فإنها اختارت بكامل إرادتها التيار الإسلامي لمثلها تحت قبة البرلمان، ونجحت المرأة بنسبة أكثر من 40% أي ما يقرب من 59 امرأة، 44 امرأة منهن كن من حركة النهضة، وترأست المرأة 4 لجان حيوية في المجلس التأسيسي منهم -على ما أذكر - لجنة أسر الشهداء ولجنة الحريات، ولم تكتف بذلك بل تقلدت منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي وتحمل هذا العبء السيدة "محرزيه العبيدي".

وختمت الدكتورة هالة كلامها بحوار دار بينها وبين إحدى النساء التونسيات اللاتى استقبلن الوفد المصري بالأحضان والقبلات والبكاء قائلة لهن: مرحباً بحفيدات الإمام الشهيد حسن البنا.

رغم التغريب والتغييب

الكاتبة ماجده شحاته مع المفكر الإسلامي الشيخ راشد الغنوشي
وفي كلمتها قالت الأديبة والكاتبة ماجدة شحاتة بمركز "مرام" أيضا :
 أن تونس لم تكن بعيدة عن الذاكرة ولا عن الثقافة، فبيننا وبينهم اشتباك وتشابك مع المواثيق الدولية، وكانت الحالة التونسية الأسبق في التعاطي مع المواثيق الدولية رفضا واعتراضا أو قبولا من بعض العلمانيات، فمجلة الأحوال الشخصية أعطت للمرأة الكثير من المكتسبات رغم مخالفتها لثوابت الشريعة الإسلامية، وعاشت التونسيات نوعا من الغربة عن الواقع الذي حاول كل من بورقيبه، وبن علي فرضه عليهم في أكبر عمليه من عمليات التغريب والتغييب للمنهج الإسلامي عن الحياة، لدرجة حيل بين المرأة المحجبة وبين حقها في الالتحاق بالجامعة ، وحيل بين الرجل وبين حقه في الجهر بصلاته.

ولقد صدرت لنا وسائل الإعلام صورة أحادية عن تونس العلمانية، ألحقتها بمدونة الأحوال الشخصية ومكتسبات المرأة في ظل علمانية موغلة مهيمنة على المجتمع، وتعمدت إخفاء صورة تونس الإسلامية التى أصرت فيها النساء على الالتزام بالحجاب والتعرف على الإسلام بأي شكل، تونس الصامدة أمام موجهات التغريب.

وأشارت شحاتة إلى أن مظاهر التجريف في تونس كانت كثيرة جدا ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تجريف التعليم الديني حيث كان يلتحق بجامعة الزيتونة 80 ألف طالب، وصلوا إلى 800 فقط في عهد بن علي، وتراجع العدد بصورة أكبر، ووصل التجريف أن أصبح أستاذ الجامعة نفسه رقيب على الطلاب وعلى الأساتذة في التبليغ عنهم عند الصلاة.

لكن بفضل الله اختلف الوضع تماما بعد الثورة حيث أبت أرض تونس إلا أن تتمسك بهويتها وجذورها الإسلامية، وحرص الثوار على التواصل مع مشايخ العالم الإسلامي كالشيخ عائض القرني الذي زار تونس أثناء تواجدنا هناك وكذلك الداعية الدكتور عمرو خالد، والسياسية الإسلامية الدكتورة هبة رؤوف والداعية ياسمين الحصري التي زارت تونس هذا الأسبوع، مما يدل على حنكة حركة النهضة في تواصلها مع رموز ومشايخ العمل الإسلامي في الوطن العربي والعالم الإسلامي يتميزوا بالقبول لدى الإسلاميين والليبراليين على حد السواء.

إعلام متعسف.. رغم الاستقلال

وركزت الكاتبة ماجدة شحاتة على دور الإعلام في تونس باعتباره إعلاما مستقلا، تعسف في استخدام حقه في مقاطعة حركة النهضة الإسلامية بعد وصولها لسدة الحكم وتشكيل الحكومة بعد الثورة لإحداث نوع من الصدام، بين الإعلام وبين الحكومة للتقليل من شأنها والتعتيم على منجزاتها على أرض الواقع، فضلا عن دوره في تهويل وتضخيم أحداث فردية لتهييج الرأي العام ضد الحكومة الإسلامية.

ويعاني المجتمع التونسي إشكاليات طرحت نفسها بعد صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم تتعلق أغلبها بمكتسبات المرأة بعد إقرار مجلة الأحوال الشخصية وكان بعضا منها خارج نطاق ثوابت الشرع مثل: منع التعدد، وإقرار حق الأمهات العازبات.

وتقول شحاتة:
لقد انتهت زيارتنا إلى تونس واتفقنا جميعا على إنها تحتاج إلى قوافل دعوية لنشر الإسلام الوسطي، خاصة وأن الأرض ممهدة لتلقي الإسلام ولفهمه والتعرف عليه، قبل أن توضع أشواك في الطريق أو حواجز بيننا وبينهم، وضرورة عقد اتفاقيات تعاون على مستوى جامعة الأزهر وجامعة الزيتونة لإحياء هذه الجامعة مرة ثانية، وإحداث حالة من تبادل الخبرات بين العاملين في مؤسسات المجتمع المدني في مصر وتونس، وكذلك تبادل اقتصادي بين البلدين، وثقافيا لابد من الالتقاء على قواسم مشتركة بين التيارات المختلفة، وبهذا تستطيع تونس أن تكون نموذجاً يُقتدى به.
--------------
طالع التقرير على موقع : علامات أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق