الثلاثاء، 24 أبريل 2012

تعليم فن الديمقراطية للأبناء

كتبت / شيماء مأمون
الديمقراطية.. هذا المفهوم السحري الذي يستخدمه الجميع في العالم العربي والغربي على حد سواء، على مستوى الأسرة أو العمل بل وحتى النقاش بكل أنواعه, فهنا الجميع يقول لنتحدث بديمقراطية ويعد النفسيين أول من أستخدم مفهوم الديمقراطية في التنشئة الأسرية من حيث تقسيمهم إلى تلك الأساليب لخمسة أنواع: الفوضوية، التسلطية، الديمقراطية، الإهمال وأسلوب التربية أو التنشئة المتذبذب. وبين أهمية دور كل واحد من هذه الأساليب الخمسة وما يمكن أن يؤدي إليه من نتائج وفق أهداف علم النفس.

وتوصل المختصون إلى أن الأسلوب الديمقراطي أفضل الأساليب الخمسة لأنه يؤدي إلى نتائج إيجابية وتنمية لشخصية الطفل وعقليته وقدرته على النقاش وغيرها.

ونحن الآن بصدد تتويج عُرس الحرية بأول انتخابات رئاسية بشكل ديمقراطي، فكيف نجعل من الأبناء تفهم معاني الديمقراطية داخل الأسرة وخارجها بحيث يكون منهج حياة ؟ كيف نفهمهم فن الاختلاف ؟ طرحنا هذه التساؤلات على المختصين فكان هذا التحقيق.

معاني الديمقراطية

  قالت ماجدة شحاته – باحثه اجتماعية في مركز مرام - لنتفق أولاً على أن تداولنا لمعنى الديمقراطية لابد أن يكون بمرادفه العربي وهو الحرية في الاختيار، الشورى في الرأي، الأدب عند الاختلاف، القبول بالتعدد والتنوع في الآراء، الاختلاف لا يؤدي إلى عقوبة ما أو حرمان، الاختلاف ليس معناه ألا نتعاون أو ألا نصل لاتفاق حول مشترك نتلاحم حوله ونعمل معا من أجله...هذه معان يجب أن تصل للطفل في مراحل عمره المختلفة من خلال البيت والمدرسة، فكلاهما المحضن الرئيسي في عملية التربية وترسيخ المفاهيم التي يراد غرسها، ولا يتأتي ذلك للأسرة أو المدرسة إلا من خلال سلوك واقعي يكون أبلغ في التأثير من مجرد الأوامر، أو النواهي أو النصائح، فكل ذلك يظل بغير أثر ما لم يتم تطبيقة في المحك العملي للأسرة مع الأبناء.

وأشارت بأن فن مصاحبة الأبناء هو البداية الصحيحة، لممارسته الحرية ومبادئها، وقيم الحوار وآدابه، إذ لابد من إشراك الأولاد في كل ما يتصل بشئون الأسرة، وتقدر طبيعة المواضيع مجال الحوار بحسب السن.

تعظيم الرأي

 وأكدت عند الخطأ لابد من الاستيعاب، وضبط الانفعالات، يمكن إكبار وتعظيم رأي الابن حين يكون صوابًا، عندما يختلفان لابد للأب من شئ من التنازل فيما لا يكون التنازل متصلا بأمر جوهري، ويمكن إقناع الابن برأي الأب والمراوحة بين التشبث تارة لحسابه وتاره لحساب الابن، هذا يربي القدرة على التوافق، ويجعل لدى الأبناء جاهريه للقبول بالرأي الآخر..لا يجب أبداً ربط الاختلاف بأي عقوبة أو حرمان للأبناء.

وأوضحت بأن هذه المهمة من الصعوبة بمكان، لأن المحافظة على مساحة الاحترام والتقدير بين الكبار والصغار أحيانا ما تتهاوى فتصبح الحرية متجاوزة ومجرئة ما لم يكن ثم وعي في إدارة العلاقة عند ترسيخ مثل هذه القيم. 

واجبات تربوية

فيما أكد الدكتور سعد رياض استشاري نفسي وتربوي بأنه توجد أحداث كثيرة ومواقف عملية يمكن أن تساهم فى تشكيل شخصية الأبناء ومن أهم الواجبات التربوية هى حرص الآباء على أن يكونوا قدوة صالحة للأبناء وذلك من خلال ما يلي:

- أن يتابعوا الأحداث بإيجابية

- أن يكون للآباء رأى حول المرشحين.

- أن يعلم الابن أن يكون له رأي ولا يفرض رأيه عنوة على ابنه. وإنما يكون بالحوار البناء بينهم حتى يصل كل طرف إلى القناعة.

- لا يستخدم ولي الأمر سلطته في فرض رأيه على الابن وتعليمه الحرية في الرأي والاختلاف لا يفسد للود قضية.

- ينبغي ألا يتعود ولي الأمر أن يتحدث بسوء عن المرشح الذي لا يؤيده لأن ذلك سيكون له تأثير سلبي في شخصية الابن.

- أن نعلمه بأن الديمقراطية أن تكون لديك حرية ولكن لا تتعارض مع حرية الآخرين أو تضر الآخر.

- أن نقوم بأعمال ومواقف في الأسرة تمارس فيها الشورى حول موضوع معين ونتفق جميعا على رأي الأغلبية.

- ينبغي أن لا نقحم الأطفال الصغار في مثل هذه القضايا وإنما نجيب على تساؤلاتهم فقط. وتكون الإجابة بطريقة سهلة تتفق مع مرحلتهم العمرية وقدرتهم على الفهم والتحليل.

- أن نعلمه بأن مَن يختار للرئاسة هو شخص أراد أن يتحمل مسؤولية كبيرة وعمل شاق ينبغي أن يقوم به على أحسن وجه وسيحاسب عليه في الدنيا والآخرة.

البرلمان الصغير

وفي تجربة رائدة قامت بها إحدى المدارس بمحاكاة لبرنامج البرلمان الصغير الذي كان يعرض على شاشة التلفاز المصري منذ سنوات، وهو صورة من مجلس الشعب الحقيقي, بمعنى أنه عبارة عن جلسة للحوار والمناقشة حول موضوع أو قضية معينة مطروحة للوصول إلى قرارات تلقى على الأعضاء في نهاية الجلسة و يلتزم به جميع الأعضاء ويدير هذه الجلسة رئيس البرلمان

وقد وضعت المدرسه أهداف للبرلمان منها:

1- الوعي السياسي والاجتماعي

2- احترام رأي الآخرين ولو كان مخالفا لرأينا

3- الحرية في إبداء الرأي

4- الوصول إلى الآراء الصحيحة بالإقناع بالأدلة في القضايا المطروحة

5- تنمية مواهب القيادة والحوار(القيادي / المحاور )

ونظراً للخلاف المتوقع بين آراء الأعضاء يجب وضع قوانين حازمة بحيث يدار الحوار بطريقة صحيحة.

وللبرلمان المدرسي أهمية كبرى ودور عظيم في تنمية الشخصية وإرساء قواعد الديمقراطية في نفوس الطلاب وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن فكرهم, كما أنه يُؤصل في نفوسهم القيم والصفات الحميدة والاتجاهات الصالحة التي تساعدهم على تحديات المستقبل وتقدم المجتمع والأمة.

 تقام الجلسات البرلمانية في المدرسة بصفة دورية لمناقشة القضايا والمشكلات على الصعيد المدرسي والصعيد المجتمعي ومحاولة سن قوانين للمؤسسة التعليمية وقد قام مسئولو البرلمان بانتخابات بين الأعضاء الممثلة من الفصول المدرسية وبعد انتخابات رئيس ووكيلي البرلمان قام مسئولو البرلمان بعمل ندوة عن دور مجلس الشعب وأهميته كسلطة تشريعية وكيفية إدارة جلسة برلمانية.
--------------
طالع التقرير على موقع : منارات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق