السبت، 17 مارس 2012

نقابة لربات البيوت : عيش كريم وشيخوخة آدمية

تقرير : ماجدة أبو المجد
تمثل المرأة العاملة في مصر خارج مظلة التأمين نسبة كبيرة جدا بداية من العاملات في المنازل، ومرورا بأصحاب المشاريع الصغيرة سواء لبيع المخبوزات في الميادين العامة أو حتى أصحاب محال البقالة في منطقتها السكنية، وعاملات الخياطة، ونهاية بمن ليس لها عمل تدر به دخل على الأسرة وتكتفي بتربية الأبناء ورعاية الزوج والبيت... إلخ وغيرها من المهن والحرف والأعمال، التى لا توفر لها حياة كريمة أو بلوغ سن الشيخوخة بضمان معاش يحفظ لها سؤال اللئيم، فضلا عن تهديدها المستمر بانقطاع رزقها إذا حدث لها مكروه.

ومن هنا جاءت دعوات لنشطاء اجتماعيين بضرورة وجود نقابه لربات البيوت تجمع كل الفئات والشرائح النسائية التي لا تضمها نقابة، لتصون كرامتها وتوفر لها معاش حال تعرضها وأسرتها لظروف طارئة، فضلا عن توفير تأمين صحي، وكل الخدمات التى توفرها النقابات المهنية لأعضائها.

وفي تحقيق موسع حاول "علامات أون لاين" التعرف على أهمية إطلاق مثل هذه الدعوة، ومدى أهميتها بالنسبة للنساء من خلال رأي العديد من الكوادر النسائية العاملة في المجال العام والاجتماعي والمهني، ومدى قبول الفكرة مجتمعيا...    

وتقول في البداية أمل حسن أمينة مكتبة بأحد مدارس وزارة التربية والتعليم المصرية، أن الفكرة جديدة وقد يقبل عليها ملايين من ربات البيوت ويشتركن فيها، لكن بشرط أن تلبي احتياجاتهن ومطالبهن سواء اقتصادية فتخفف عنهم حده غلاء الأسعار أواجتماعيا فتقلل الفجوة بين طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة، لتساهم في حل أزمة اجتماعية في البيوت المصرية تزيد من ارتفاع حالات الطلاق والشقاق الزوجي.

وترى أن دور النقابة دحض فكرة استقواء المرأة، وتقترح أن تسمي نقابة الأسرة المصرية وليس نقابة لربات البيوت.

وترى سيدة محمود مسئول الدراسات والأبحاث باللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل أنها خطوة جيدة لحماية حقوق المرأة المصرية، كما أنها لا تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية وحمايتها نتيجة غياب العائل، لكنها تشترط ألا يتحول عملها كزوجة داخل منزلها لعمل مدفوع الأجر كرؤية وثقافة غربية. 

كما ترى أن عمل المرأة غير المنظم يعد إشكالية بين المفهومين الغربي والإسلامي، فدور المرأة داخل بيتها وفي تربية أبنائها رسالة سامية قدسها الإسلام، أما الغرب فينظر إليها بمنظور مادي بحت، ورعاية المرأة لبيتها فطرة فطرها الله عليها وجبلها على التمتع بالسهر لرعاية الأبناء أو الآباء ولا تتضرر من ذلك، فالمجتمع المسلم يسوده منظور تراحمي أما المجتمع الغربي فيسوده منظور مادي.

وتضرب المثل بالفلاحة التي تساند زوجها دون انتظار أجر مادي، لأنها تؤمن في قرارة نفسها بأنها تساعد زوجها وأولادها بكل حب وود وأن هذا دورها ولا تتكرم عليهم بشئ.

وتطالب بأن تكون العضوية للنقابة تطوعية اختيارية وليست إجبارية، وان تؤدي النقابة نفس الدور الذي تقدمه النقابات المهنية والعمالية.

وتقول ماجدة شحاتة الكاتبة الإسلامية وعضوة بمركز مرام "المركز المصري لرصد أولويات المرأة" الأصل أن المرأة في الإسلام مكْلَفَةٌ أي محط تكليف الرجل فهي مكفولة منه، بحسب درجة قرابتها منه، فإذا لم يوجد هذا الرجل، كان على الدولة رعايتها وضمان عيشها الكريم، وألا يُترك هذا نهبا لمبادرات الأفراد أو المؤسسات الخيرية؛ لأن كفالة المرأة حال فقرها أو عجزها حق لها واجب على المجتمع هذه حقيقة لابد من مراعاتها عند النظر للمرأة في أي موقع.

 وترى أن البداية الصحيحة لرعاية ربات البيوت هو تبني سياسة وطنية تنطلق من نظرة الكفالة الشرعية للنساء، وذلك لدمج هذه الفئة في قانون العمل بحيث يكون لهن الحق في تشكيل مؤسسات خاصة بهن مع تمتعهن بحقوق متكافئة في الضمان الاجتماعي وسياسات التأمين ومعاش التقاعد، والتأمين الصحي والتعويضات الطبية، وبرامج التدريب والتطوير.

ومن خلال اعتبار عمل ربات البيوت ضمن بنود الناتج القومي في معايير قياس النشاط الاقتصادي؛ ليتسنى تشريع قوانين تمنح ربات البيوت راتبا شهريا كما تفعل اليابان مثلا، وكما تطالب بعض الملتقيات النسائية العربية في إعلاء لدور ربات البيوت في تنمية المجتمع على المستوى البشري بتحقيقهن الاستقرار الأسري والنماذج الناضجة نفسيا وعقليا غير المشوهة أو المضطربة التي تنطلق في المجتمع تبني وتنهض بما يحقق قوة الأوطان بقوة البناء النفسي للأفراد.

والسعي من أجل رابطة أو نقابة لربات البيوت، يمكن أن يساهم ليس فقط في تحقيق حقوق متكافئة في الضمانات الصحية والمادية لهن، ولكنه يمكن أن يعمل على القضاء على أمية المرأة حين تتولى النقابة هذه المهمة بشكل أكثر فاعلية، ويمكن أيضا توظيف الطاقات المعطلة والمهدرة لكثير من ربات البيوت وخاصة المتخصصات منهن، وهذا يجعل ربة البيت امرأة عاملة من خلال البيت، وخاصة أن هناك روابط عالمية عن: (بيتي .. مقر عملي) بما يتوافق مع اتجاه عالمي يقدر العمل من المنزل في تطوير لدور ربة البيت يصبح معه العمل من المنزل شكلا من أشكال التوظيف الذاتي الذي تعترف به منظمة العمل الدولية.

عند تعظيم دور ربات البيوت بمنحهن راتبا شهريا أرى أن يوضع هذا الراتب في شكل اشتراكات تأمينية ونقابية تدفع لربة البيت من الدولة بما يؤمن دورها ويحقق كفالتها ورعايتها ..

وتكون مهمة النقابة تحويل الطاقات المهدرة وتنمية العنصر البشري وتخرج أجيال غير مشوهين لا نفسيا ولا عقليا، وتعتبر امرأة عاملة وحتى يتم تحويلها إلى عنصر منتج مادي والاتجاهات العالمية تعلي من هذه القيم. 

وتسوق التجربة البنجلادشية كنموذج حي للتعامل مع النساء حيث بادرت الحكومة بتأسيس اتحاد النساء العاملات من المنازل عام  1986 وأقرته منظمة العمل الدولية ووقعت اتفاقية معها وتم توسيع دائرة العمل من المنزل، التي ذكرت في تقاريرها أن حوالي 300 مليون شخص يعملون من داخل المنزل.

وتدعم غادة حشاد خبير التنمية البشرية واستشاري أسري أي فكرة توحد بين النساء لتبادل الخبرة، وتقول أن إنجلترا تدفع من ميزانيتها كدولة راتب شهري للأمهات مقابل رعايتهن لأبنائهن بعد أن أدركت قيمة الأم في تربية الابناء وضرورة تفرغها للقيام بهذه المهمة الصعبة في بناء وتربية الأجيال كأفراد أسوياء.

وترى غادة أيضا أن الأمهات هن الجندي المجهول الذي يرابط لحراسة الوطن من بطش الأعداء، كما إنهن الشمعة التى تحترق لتضيء الدنيا للآخرين. 

وتطالب قبل تأسيس نقابة لربات البيوت بضرورة الوقوف على احتياجات المرأة المصرية وإحصاء عدد اللواتي لا ينتمين لنقابة، وتسهيل الالتحاق بعضوية النقابات الموجودة لمن لها الحق في ذلك، ثم بعد ذلك يتم طرح الموضوع في وسائل الإعلام الرسمية للإعلان عنه لمن ترغب في الاشتراك وطلب العضوية.

كما تطالب بأن يكون للنقابة دور في تثقيف المرأة أسريا وزوجيا، وإعطاء دورات تنمية بشرية وتأهيل في تخصصات مختلفة، فضلا على إعطاء دورات في بناء الذات والثقة بالنفس، وخدمة المجتمع، ودورات للمقبلات على الزواج ودورات في تربية الأبناء، ودورات حسن التبعل للزوج وحقوق الزوجة وواجباتها في الإسلام، وكذلك دورات للتثقيف السياسي، ودورات فن الطهي وإدارة المنزل.

ومن الجنس الأخر يقول الشاعر والأديب عبد الرحمن يوسف القرضاوي في مقالة له بموقع اليوم السابع، هى فكرة قديمة كنت أتمنى أن تكون موجودة فى هذا العالم الكئيب الذى يتفنن فى ظلم المرأة ويتفنن فى الوقوف فى صف الرجل حتى إذا أخطأ أو تعسف فى استعمال حقوقه الشرعية التى أعطاها الله له.
إن عمل المرأة فى بيتها فى تربية أبنائها من أعظم الأعمال التى تنفع الأمة، وتفرغ المرأة لهذا العمل يؤدى إلى إتقانه، ويؤدى إلى جودة مخرجاته "أعنى الأبناء"، ولكننا – للأسف – ننكر جميل هذه المرأة، ونتنكر لها، فنعتبر عملها العظيم ذاك أمرا مسلما به، ولا نعرف قيمته حين نأتى لحساب قوة العمل فى الدولة، وبرغم عظمة هذا العمل فإنه لا يرتب أى حقوق أو تأمينات اجتماعية لصاحبه، وهذا شكل من أشكال التمييز العنصري القائم على الجنس، نرتكبه جميعا، ونرتكبه فى حق أقرب الناس لنا، فى حق أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا.


إن هذا العمل الذى تقوم به سيدة المنزل لا بد أن يحتسب عملا تعترف به الدولة، ولا بد أن يترتب على هذا العمل بعض الحقوق، ومن أهم الوسائل التى ستساعد على ذلك أن يتم إنشاء نقابة لربات البيوت الفضليات المتفرغات لتربية الأبناء.
هذه المرأة العظيمة التى نراها فى حالات كثيرة فى الشارع لأن الله رزقها بزوج غليظ القلب، رماها فى الشارع بعد أن أخذ زهرة شبابها.
شاهدت بعض الحالات التى رميت فيها ربة المنزل بعد أكثر من ثلاثين عاما من الزواج، لأن الزوج مدمن على المخدرات، أو لأنه أصاب بعض المال، ربة بيت أخرى ألقيت فى الشارع بلا مأوى هى وأبنائها بعد أن توفى عنها زوجها.

ويقول لماذا لا تدفع ربة المنزل مبلغا صغيرا من المال شهريا ليكون لها معاشا وقت الشيخوخة، أو ليكون لها تأمينا صحيا وقت أن تمرض؟ ،ويضيف إن نقابة كهذه من الممكن أن ينضم لها ملايين السيدات خاصة بعد مرور عام على ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
طالع التقرير على موقع : علامات أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق