الخميس، 6 مايو 2010

احسم التردد في أمر خطيبتك

m.a - مصر :
أنا شاب ملتزم، والحمد لله، وخطبت أختًا ملتزمةً من نفس منطقتي وأحسبها على خير، ولكن تواجهنا مشاكل مستمرة؛ حيث إن طبيعة نشأتي أن والدتي متوفاة منذ فترة كبيرة، وتأثر بيتي كثيرًا بزوجة الأب، وأصبحت شخصًا حساسًا، وخطيبتي أيضًا مرَّت بمشاكل كثيرة منذ صغرها وهي أيضًا حساسة جدًّا, أحببتها وهي أيضًا كذلك؛ ولكن مشكلتها الرئيسية أنها لا تحب الرجال لأنها مرت بمشاكل كثيرة معهم، دائمًا ما تظلمني وتحكم عليَّ دون الاستماع إلى وجهة نظري، وهي أيضًا عصبية جدًّا وعنيدة، وكلما اتفقنا على مبادئ وثوابت مع أول موقف عملي تنسى كل ذلك وتغضب، وتعود الكرة من جديد، المشكلة أني أيضًا أريد من يعالجني ويضحِّي من أجلي مثلما تريد هي، أنا دائم الاستخارة في إكمال الموضوع، وأجد أنه ميسر بفضل الله، ولكني متخوف كثيرًا ودائمًا ما أنصحها ولا أيأس ولكن إلى متى؟ ودائمًا أسأل نفسي هل هي مناسبة لي أو لا؟ وأجب على نفسي "فاظفر بذات الدين تربت يداك".

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

من أجل فضيلة واحدة نقفز على فضائل كثيرة، ونتعامى عن رؤية الزوايا الخافتة في حنايانا، والتي تبرز متضخمة في محكات الواقع لتكون وحدها بسلبياتها هي المهيمنة والحاكمة.

وأشكرك بُني على ما أوليت موقعك من الثقة، والحمد لله أنك لا تأخذ قراراتك إلا بعد استخارة أو استشارة، فما ندم مستخير ولا خاب مستشير.

يبدو يا بني أن كلاًّ منكما يحتاج إلى تفهم ظروف الآخر؛ كي يراعي مشاعره، ويتفهم مواقفه، ويقدر أيضًا دوافعه، فقد ألقت النشأة على كل منكما بظلالها، وكل منكما يحتاج إلى انخلاع عن تلك الظروف التي شكلت نفسيكما، وكان أولى بكما أن تضعا خطوطًا عريضةً لحياة أكثر استقلالاً عن الماضي، وأقدر على التخلص من آثاره، ليكون الحب الذي يجمعكما دافعًا ورافدًا؛ للقفز على السلبيات، والاستعلاء على ما يكدر صفوكما، حاول أن تحصي إيجابياتها، وتحصر سلبياتها؛ لتنظر كيف يمكن تغليب الأولى وتحجيم الثانية، واسأل نفسك إلى أي حد تسبب هذه السلبيات بالنسبة لك منغصًا كونها تمتد بك إلى ماضٍ كريه.

أعتقد يا بني أنه ما دمت تسائل نفسك عن مدى مناسبتها لك أم لا، أنك وصلت لشيء من التردد، والتردد بداية اختلال مستوى قناعتك بها، كلاكما يحتاج لمن يتحمله، وكان بإمكانكما أن تكونا معًا عونًا لكن هي عنيدة وعصبية، وتعترف أحيانًا بخطئها وأحيانًا أخرى لا تعترف بشيء، وأنت لك سلبياتك فماذا لو جلستما إلى بعضكما البعض، وتحاورتما في حاجة كل منكما للآخر سكنًا وأمنًا، وأن مساحات الخلاف بينكما لا بد أن تضيق حتى تختفي، وأن تقبلا ببعضكما البعض كما أنتما، على أن يحاول كل منكما أن يغيِّر من نفسه ليرتقي بالآخر، فحسبكما ما مررتما به من ظروف قاسية، يجدر بكما أن تصنعا نقيضها.

وأما أنك ترجح وتقنع نفسك بأن "فاظفر بذات الدين تربت يداك" فإن ذات الدين يا بني ليست تلك التي اختارت اللباس الشرعي وحده، بل تلك التي فهمت مقتضى دينها في الحياة مع كل من حولها، فذات الدين التزام متكامل وسلوك متزن في أغلب مواقف الواقع؛ بحيث تنخلع عما جرى عليه عرف أو سلوك مخالف لدينها.

وأرى ألا تعقد الآن حتى تكون على بينة من استعدادك لتحملّها من أجل تغييرها للأفضل، وتطمئن إلى قدر ما من استعدادها لتحملك، بحيث تتعاونان معًا على إقامة أسرة على حب وتفاهم وتوافق وثقة تحول دون تردد أحدكما في الآخر.

شرح الله صدرك لكل خير، ووفقك لما يصلح شأنك كله .
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق