الاثنين، 15 فبراير 2010

لا تغضبي أمك حتى لا تكره الاستقامة

أمة الله- من أرض الله
السلام عليكم.. أنا فتاة أنتمي بفضل الله إلى هذا الصرح العظيم، ومشكلتي أني أريد الزواج بأخ وهذا شرط أساسي، وبالفعل تقدَّم لي الكثير من الإخوة، ولكن أمي ترفض؛ لأنهم من خارج قريتي، وهي تضغط للموافقة على شباب من داخل البلد فقط، وأنا أعلم جيدًا أني لو وافقت عليهم سيقل مستواي الدعوي، وذلك بناء على تجارب أخواتي، وفي نفس الوقت كادت أمي تكرهني؛ بسبب رفضي لرأيها وأنا أحبها جدًّا جدًّا جدًّا وأخشى ذلك.. فبالله عليكم ماذا أفعل؟ مع العلم أن الإخوة جميعهم أخذوا فكرة عني بأني أرفض الإخوة.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله أنك يا بنيتي ممن ينتمي لهذا الصرح الشامخ، فالله يثبتك ويسددك.
لو أن كل فتاة من بناتنا قصرت اختيارها على هذا الشرط لم تجد من تتزوج، فالتجمع البشري كله على اختلافه قد لا تتوافق شريحة النساء فيه مع شرائح الرجال لا عددًا ولا نوعًا من حيث القيم والقناعات؛ لذا فنحن نضيق واسعًا حين نقتصر على الزواج من الداخل، لاختلاف الأعمار والإمكانات والاستعدادات لدى الشباب، ولا يعني ذلك إهماله، بل يعني الحرص ما استطعنا، فإن لم يكن فكثيرون من حولنا على خلق ودين، وهما شرط القبول، بغض النظر عن الانتماء الحركي أو الدعوي، المهم بعد هذا الشرط وجود التوافق النفسي الذي يذيب كثيرًا من عقبات الاختلاف الفكري أحيانًا.

وحرصك يا بنية مما نقدره، وحذرك مما حدث لأخريات أمر نعرفه، من الانزلاق والخفوت
كون الزوجة دائمًا طرفًا أضعف في الحلقة الزوجية.

لكن الاختيار القائم على الانتقاء لأكبر جوانب التكافؤ بين الزوجين جدير بنجاح دعوي لكلا الطرفين؛ بحيث لا يختل ميزان الاستقامة لدى أحدهما أو كليهما، فيكون الارتقاء بالحياة الزوجية هدفًا مشتركًا ومحددًا لا ينكص عنه أحد.

فعليك يا بنيتي أن تحرصي على اختيار يتحقق به ما تريدين، وتذكري أنه كم فينا وليس منا وكم منا وليس فينا، ويمكنك اكتشاف ذلك بنفسك، ولا تغضبي أمك حتى لا تكره الاستقامة في تشددك واشتراطك، واصدقي الله يصدقك ويرسل إليك من يأخذ بيدك.

أما إن الإخوة من غير الإخوان تكونت لديهم فكرة رفضك لهم فلا تحملي همًّا، حسبك أن تنقلي فكرة أن الفهم يؤدي إلى تغير القناعات، وأنك صرت أكثر إدراكًا لأولوية توفر شرط الخلق والدين بغض النظر عن الانتماء؛ لأن صاحب الخلق والدين لن يرضيه أن تكوني مقصرة، أو أن تخفت شعلة استقامتك واجتهادك في طاعة الله سبحانه.

آمل أن توافيني يا بنيتي بما وصلت إليه أمورك والله يوفقك ويسددك.
---------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق