الأحد، 14 فبراير 2010

زوجتي مقصرة في دعوتها

ابن الدعوة – القاهرة :
أنا شاب ملتزم والحمد لله، عمري 26 سنة، متزوج منذ سنة ونصف، ورزقني الله بـ(بنوتة) جميلة منذ 7 شهور، مشكلتي أنني كنت أقرأ كثيرًا قبل الزواج عن الحياة الزوجية السعيدة القائمة على طاعة الله بين زوجين ملتزمين، وكانت فرحتي أن زوجتي ملتزمة؛ ما جعلني أسعد مخلوق في الدنيا، فهذه هي الزوجة التي سنبني أنا وهي بيتنا الطائع لله بقيام الليل، وقراءة القرآن، ونعيش حياتنا كما ينبغي أن تكون، ولكن كل هذا تبدد خلال الـ6 شهور الأولى؛ فقد كنت أدعوها إلى القيام معي ولكنها تتكاسل، كنت أتابعها في قراءة القرآن وحفظه، ولكن ليس عندها وقت، أسألها: هل قرأتي كتابًا جديدًا هذا اليوم أو الأسبوع أو الشهر؟ فتجيب: لا وقت لدي، وكانت تتحجج بأننا في بيت عائلة، والحمل، ثم رعاية ابنتنا بعد الولادة.. كل هذا شغلها عن الله، وعن دعوتها، وكلمتها بهدوء: أنا اخترتك يا ذات الدين فأين الدين؟ كانت تتأثر وتعاهدني على التغيير إلى الأفضل، وما هي إلا حماسة وقتية منها لا تنتهي أبدًا إلى فعل، وأحب أن أنوه إلى أن زوجتي طيبة القلب رقيقة رومانسية، ولكنها لم تجلس مع الأخوات فترةً كافيةً للتكوين، وبعد الزواج أدفعها دفعًا للانتظام مع الأخوات، ولكن لا أرى نتيجةً لذلك، وأعتقد أنها سلبية من زوجتي أكثر منها تقصير في عمل الأخوات.

أرجو منكم توضيح ما يمكنني فعله لانتشال زوجتي مما هي فيه، وانتشال بيتي مما سيلاقيه؛ أخيرًا.. فمن المؤكد أنني لم أكن عليًّا، وبالتالي لا أستحق أن أجد فاطمة... اللهم اغفر لي ولزوجتي، وبارك لنا في ابنتنا، واهدنا جميعًا صراطك المستقيم.

تجيب عنها : ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

الحمد لله الذي هداك للاستقامة على منهج الإخوان، وإني لأدعو الله أن يثبتك ويتقبل منك، وأقدِّر لك يا بني نظرتك إلى أخواتك، وحرصك على الارتباط بهن، وعدم تركهن للزواج بآخرين، ربما يصبح التفاوت بين الاهتمامات مع عدم وجود نوع توافق نفسي أن تصبح الزيجات مهددة بعدم الاستقرار، فكلما تناغمت الاهتمامات واتفقت مسارات الحياة؛ كانت الحياة الزوجية أدعى وأجدر بالاستقرار، متى توفرت عوامل أخرى في المكون الأساس للاختيار الصحيح.

وقد فعلت يا بني، ولكن يبدو أن الانتماء لم يلامس قلبها بعد حبًّا لدعوتها، واجتهادًا في الارتقاء بنفسها وأسرتها، فالمفاهيم لا تزال لديها غير واضحة، والمبادئ لما تنضج بعد؛ إذ يبدو أنها حديثة عهد بارتباط دعوي، وما تزال على قارعة الطريق منه، وقد كان عليك اكتشاف ذلك أثناء الخطبة؛ ليمكنك استثمارها في تثقيفها وتعريفها مقتضى دينها؛ لكن واضح أن فرحك بالظفر بأخت فوَّت عليك التعرف عليها بشكل أكثر تفصيلاً؛ لتطمئن إلى جودة اختيارك، فمع تقديري للزواج من نفس الميدان إلا أنه يحتاج إلى تثبت وتأكيد، فلعل البعض؛ سواء أكان شابًا أو فتاةً، لم ينضج اختيار أي منهما بعد، ومن ثم لم يستقم على جادة الأمر.

وحسنًا فعلت يا بني فيما بذلت من جهد معها، تذكيرًا وتوجيهًا، ومحاولة المساعدة، كيلا تتركها لنفسها في دعةٍ من التبرير والتسويغ؛ لكن تشكيل الزوجة وفقًا لما تطمح إليه يحتاج إلى لغة هادئة متزنة تعلي ولا تبخس أو تتنقص منها، وفي نفس الوقت عينك دائمًا على الهدف؛ بحيث لا يضيع منك في دوامة الحياة، عليك باستثمار رقتها وطيبتها ورومانسيتها كي تكتمل فيها خصال الخير، انصح بهدوء ولا تستفز، ولا تكرر الأمر مرارًا حتى لا تسأمه.

وحاول أن توجه الأخوات أن يفعِّلنها فيما هو متصل بالواجبات الخاصة، وأن يذكرن دائمًا بأن الانتماء ليس مظهرًا بل استقامة ومجاهدة عليها، ضع لها معك خطوطًا لمهمة مشتركة تتعاونان فيها على أن تقوم أنت بتذليل أي عقبة تركن إليها لتبرر تقصيرها.

لا تتهدد ولا تتوعد ولا تيأس بحيث تستسلم لواقعها، وتستحيل الحياة كما هي عند الناس جميعًا بلا طعم أو لون أو رائحة من حمل هم هذا الإسلام، ولا تكن طموحًا للأعلى بل كن واقعيًّا، وتقبل منها ما كان في حدود طاقتها واستعدادها على أن ترتقي باستعداداتها شيئًا فشيئًا، ولا يغيب عنك الهدف؛ لأن ثمرة وحصاد هذه الزيجة هي جيل آخر نعده لمهمة أكبر، ويحتاج منها لاجتهاد خاص في صلتها بربها وبالناس من حولها.

ذكِّرها بأُسس اختيارك لها، وأن المسألة ليست زواجًا وفقط، بل تأسيسًا لمشروع ممتد لا ينبغي التقصير في الأخذ بكل أسباب نجاحه، وأنها ستكون في عينك أكبر عندما تساعدك على أن ترتقيا معًا، وأنك بحاجةٍ إليها فاهمة ومنضبطة بقيم ومثل الخير، فهو يعلِّي من منزلتها في نفسك.

ثابر يا بني؛ فإن النساء خُلقن من ضلعٍ أعوج، فإن ذهبت تقيمه كسرته، واصبر وتضرع إلى الله أن يرد زوجتك إليه ردًّا جميلاً.

أعانك الله، وبارك لك، وأصلح لك زوجك؛ حتى تقر بصلاحها واستقامتها عينك .
---------------
طالع الاستشارة على موقع  : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق