الاثنين، 11 يناير 2010

لا أنجب.. فهل أطلق زوجتي؟

عبده المسلم- مصر الحبيبة :
أنا شاب، والحمد لله أحسب نفسي على قدر من الالتزام؛ وذلك بفضل الله قبل كل شيء، ومتزوج من أخت فاضلة تتميز بالأخلاق الفاضلة، ومن أسرة طيبة، متزوج منذ 3 سنوات ونصف ولم نُرزق بأطفال، وبعد التحاليل تبيَّن أنه عندي بعض الدوالي، وقد يكون ذلك سببًا في تأخُّر الحمل، ولم أرد أن أظلم زوجتي الحبيبة الغالية؛ لأنها تريد الإنجاب وطَرَحْتُ عليها فكرة الانفصال حتى لا أشق عليها، وأكدت لها سعادتي إن كان ذلك فيه سعادتها، وقلت لها: إنني سأعيش ما بقي من حياتي على ذكريات حبها، وأتمنى لها السعادة في الدنيا والآخرة. وأكدت لها مقدار حبي لها، ولكن للأسف لا أريد أن أكون سببًا لتعاستها أو حزنها أو إحساسها بأنها أقل من بنات جنسها، أو أن أفقدها مشاعر الأمومة التي جَبَلَ الله عليها النساء.. بالله عليكم أرجو الإفادة وجزاكم الله كل خير.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

لله في خلقه شئون، يعطي ويمنع، ولكل محنة منحة تكتنفها، وعلى المرء أن يعتصم بالصبر، متأملاً أقدار الله عزَّ وجلَّ متعظًا ومعتبرًا.

حيَّاك الله أخي الكريم وبارك فيك، ويسَّر الله لك ورزقك الذرية الطيبة.

جميل يا بني أن تحمل لزوجتك هذه المشاعر، وأجمل منه أن تقدر فطرتها وتحاول أن تعطيها حرية الاختيار في الاستمرار أو الانفصال، وهذا رُقي في السلوك الزوجي قليل؛ لكنه يعكس نموذجًا حجة على النماذج المسيئة للرجولة؛ التي تتعسف في استخدام حقها ضد المرأة الزوجة.

بالنسبة لتأخر الإنجاب يا بني فأعتقد أن هناك فرقًا بين تأخره وانعدامه، ومن يُقرر الحقيقة هو الطب وحده، وتبقى مشيئة الله سبحانه فوق كل إرادة.

في حالة تأخر الإنجاب لسبب عارض منك يشخصه الطبيب؛ فأعتقد أنه لا حاجة لهذا التخيير، إذ بزوال السبب إن شاء الله يكون حملها، وتحملها وصبرها على تأخر العلاج أمر طبيعي، تتحمله المرأة حتى يأتي فرج الله سبحانه.

أما إن كان الأمر عُقمًا مستديمًا بسبب قاطع طبيًّا فهنا يكون التخيير له وزنه ووجاهته، حتى لا تكون المرأة مضطرة لطلبه، وهذا من حسن العشرة التي هي من صفات الزوج المسلم.

وعلى كل فهذه المسألة يا بني لا أرى تعجلاً فيها، فالعشرة يا بني تصنع نوعًا من الارتباط بين الزوجين، وتوجد دفئًا بينهما كثيرًا؛ ما يجعلهما متراضين على حالتهما كما هما، لا يكادان يفكران في انفصال، وأحيانًا تتغلب نظرة المتضرر منهما إلى ما بينهما من استقرار ومودة، تبدو بشكل أكثر في مثل هذه الحالات إذ يبذلان من الود ما يعوضهما أو يلطف من فقدهما الذرية، أو يغلب لديه البقاء على ألا يجازف من أجل ارتباط آخر لا يعرف عاقبته من حيث ضمان حسن العشرة ولطف المعشر.

خيّرها يا بني وانظر ماذا ترى هي؛ فإن اختارت أن تكون معك على كل حال، فامتن لذلك منها وقدره لها، وإن اختارت الانفصال فهي وشأنها ولا تأس على فقدها، فقد تجد في الحياة من توافقك وتناسبك لوجود نفس المشترك، فلا يكون الإنجاب هاجسًا لأي منكما لمعرفته بعجزه.

وفوِّض الأمر لله سبحانه من قبل ومن بعد، وتضرَّع إليه في ذل وخشوع، وألحَّ عليه بالرجاء، وسله حاجتك في جوف الليل فإن عطاء الله غير محدود .
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق