الأحد، 10 يناير 2010

المستوى الاجتماعي عائق لإتمام خطبتي

أحمد- مصر :
أنا شاب في الـ25 من عمري، بدأت في البحث عن فتاة صالحة لخطبتها حتى هداني الله لفتاة صالحة- أحسبها كذلك- كل ما يعيبها أنها من أسرة ريفية، والدها فلاح متوفى، وكان يملك أراضي زراعية، وأمها من عائلة طيبة، وأخوها الكبير يعمل بالزراعة، ولها أخوان، تعليمهما متوسط، ويعملان بالخارج، وأنا من ناحيتي متعلق بها منذ أن رأيتها، وأهلي ليس عندهم اعتراض إلا على أسرتها الريفية التي لا تناسب مستوانا الاجتماعي؛ حيث والدي وأعمامي أطباء وذو مكانة في مجتمعنا؛ فما رأيكم؛ هل أرتبط بهذه الفتاة رغم تحفظ أهلي على أسرتها؟ للعلم الفتاة طبيبة أسنان، وأنا كذلك.. أرجو الاهتمام، وأنتظر الرد، وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي بموقع إخوان أون لاين :

العلل غير القادحة في خلق أو دين يمكننا التغاضي عنها، والتساهل معها على ألا تصبح في المستقبل مبررًا أو مشجبًا للتنازع أو الانتقاص.

حيَّاك الله ابننا الكريم، وحفظك الله تقيًّا نقيًّا، الاختيار يا بني لا بد أن يقوم على أسس من الدين أولاً "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وما دمت قد اهتديت لمَن تحسبها على صلاح، وكفاءة علمية معك؛ فأعتقد أن كفاءة المستوى بين الأسرتين من حيث الوضع الاجتماعي، مع عدم وجود ممانعة صارمة ومهددة من أهلك يمكن التساهل فيها، وغض الطرف عنها، على ألا يكون ذلك قائمًا على مجرد تعلق، وإنما عن قناعة وتقدير واحترام، فالتعلق يا بني قد يخبو بعد الارتباط، وتجد أنك في مواجهة حقيقة وضع يختلف عن وضعك الاجتماعي، فإن لم تكن محترمًا ومقدرًا له، وأيضًا فخورًا به، ستجد أنك رغمًا عنك يؤثر في نظرتك، للزوجة والأهل، وما لم تستطع الزوجة مجاراة الأهل في كثيرٍ من مقتضى العلاقات بينها وبينهم؛ فقد يؤدي إلى امتعاضٍ يؤثر سلبًا عليك، قد تكون الفروق بسيطة بين طرق التعاطي مع الأشياء والمواقف بين أهل الريف والمدن، وبين بيئة وبيئة، لكنه قد لا يذوب بسهولة؛ ما يترك آثارًا سلبية على الأولاد إذا صار هذا الفرق مثار خلاف بينكما أو معايرة أو نظرة استعلائية من قبلك أو من قبل أهلك.

هذا هو الواقع ولن نقفز عليه فأمامك سبيلان:

- إما أن تواصل السير نحو استكمال الارتباط بها، وتحمل أي سلبيات تتكشف فيما بعد، على أن تعزم ألا تتأذى هذه الفتاة بهذا، ولا تضيرها به؛ لأنه اختيارك فلا يؤثر على الوفاق بينكما والمودة والرحمة.

 وإما أن تدع الموضوع برمته، وتبحث عمن في مثل مستواك، ويتوفر فيها أيضًا الصلاح، بحيث تتحقق الكفاءة على كل المستويات، أو تقترب منها؛ لأن ذلك أقدر على تحقيق أغلب العناصر المؤهلة لنجاح زوجي مستمر ومستقر عنه، حال اتساع المساحة في التكافؤ بين الزوجين.

ربما يقول البعض إن هذا كلامًا يتنافى والسواسية بين الناس، وعدم التمييز بينهم بسبب الغنى والفقر، والعلم والجهل؛ لكن منطق الواقع يا بني حاكم وضابط؛ فإن كنت قادرًا على القفز على هذا الواقع، وتحمل تبعات اختيارك بكل فخر دون تحسس فيما بعد من هذا الفرق، ودون إرجاع ما لا يروق لك منها إلى هذه البيئة، إذا كنت قادرًا على ذلك.. فسر على بركة الله يا بني، على أن تتجنب أسرتك النظر إلى الزوجة من علو.

وثق يا بني أن لدى هذه البيئة من القيم الزوجية ما خبا عند غيرها، فلعلها تكون أكثر انتماءً وأكثر تحملاً لمسيرة الحياة معك وتفاعلاً مع الأهل بإيجابية اجتماعية لا تتوفر لغيرها.. وفقك الله وبارك لك وعليك .
----------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق