الثلاثاء، 12 يناير 2010

الخِطْبة ليست مجالاً للتشريح

محمد- مصر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا والحمد لله شاب ملتزم، وعندما عزمتُ على الخِطْبة كانت مواصفاتي في الأخت التي أرغب في الزواج منها قليلة جدًّا، والحمد لله فقد وفقني الله وخطبت أختًا ملتزمة، ولكني بعد فترة قليلة أصبحت نفسي تحدثني عن أن هذا الأمر كنتُ متسرعًا فيه؛ نظرًا للتفاوت العلمي وكونها في نفس السن تقريبًا، وتعتبر ليست فائقة الجمال، فأنا في صراعٍ مع نفسي فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عنها ماجدة شحاتة الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

تتواضع طموحاتنا أحيانًا فإذا تحققت تمرَّدنا على ما كنَّا عليه؛ لأننا لا أصالة عندنا فيما يتصل بمبادئ التعامل مع المحيطين من حولنا وخاصة من أحبونا..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

الحمد لله يا بني إنك عرفت طريقك، ويبقى الطريق مرهونًا بتحول المعرفة إلى واقع ملموس في السلوك العملي رقيًّا وأدبًا وحسن خلق..

يبدو أنك يا بني عندما عزمت على الْخِطْبة لم تكن صريحًا مع نفسك فيما تريده من مواصفات في شريكة عمرك ودربك، وافتقاد هذه الصراحة أدى إلى شيء من الاستخفاف  في تقرير الارتباط  بمن تريدها زوجة، وارتضيت أن تلج البيوت من أبوابها دون اقتناع تامٍ كي لا تؤذي مَن فيها بتسرع أو تهور منك.

إن معيار الاختيار يا بني ارتضاء دينها وخلقها، وتحقق الكفاءة من أغلب جوانبها بينكما، فإذا تحقق ذلك توفر لهذه الزيجة عناصر ومقومات النجاح والاستمرار أكثر من غيرها.

والمشكلة ليست في اكتشافك التسرع، لكنها في كون الخطيبة ليست فائقة الجمال بحسب تعبيرك، أعني أنك وضعت درجة جمال فوق المعتادة وأردته فائقًا، ودون هذا المستوى فلن يرضيك غيره، وما حسبت أن الجمال الحقيقي إنما هو جمال الطبع والروح، (فعسى جمالهن أن يطغيهن) لعلك أن تلقى فائقة الجمال وتجد لديها من البرود النفسي والحسي ما يجعلك تكلم نفسك، ولعلها أيضًا لا تكون على تناغمٍ معك، ولست أقلل من شرطك هذا ورغبتك، لكن المنطق والواقع شيء وخيالك الجامح شيء آخر.

فكل خلق الله جميل يا بني المهم القبول النفسي بغض النظر عن القسمات ومعايير الجودة النوعية في المقاييس الجمالية الشكلية،

ما سردته عن:
- التفاوت العلمي.
- التقارب في العمر.
- ليست فائقة الجمال.

أعتقد ما دمت قد أوجَدْت مبررات نتج عنها صراع نفسي، ينم عن عدم القبول بها أو تقبلها؛ لأنك لو تقبَّلتها نفسيًّا لذابت لديك كل هذه الهواجس ولأصبحت عدمًا لا تلتفت إليه، ولأنك لم تعزم على خطبة جادة ولم توطن نفسك على تحمل اختيارك فقد وقعت في هذا التحول، عمومًا الخطبة يا بني مرحلة تعارف وتعرف في حدود الشرع، لا تُلزم أحد الطرفين بشيء، لكنها ليست مجالاً أيضًا للتجريب وتشريح الطبائع والسلوك، فما يُراد معرفته يكون في حدود ما يجعل أو يؤهل لحياة متناغمة هانئة مستقرة، أي عوامل وعناصر يتحقق بها الاستمرار والاستقرار .

ولا أعتقد ما دمت طامحًا لامرأة فائقة الجمال من وجهة نظرك، فأعتقد ما لم تصحح نظرتك للجمال لدى المرأة أنك ستظل تلهث وراء نموذج تفتقده، ولا أنصحك ما لم تلجّم شرإخوان أون لاينوطك بالعقل أن ترتبط بمن لا تراها تلبي حاجة في نفسك؛ حتى ولو كانت تتصل بالشكل؛ لأن ذلك جدير فيما بعد أن يكون سببًا في كثير من القلق تضار به هذه الفتاة كزوجة.

صحح فكرتك واسأل نفسك هل لديك  قبول نفسي لها أم لا؟

هل يمكنك تقبلها كما هي أم في النفس حاجة؟

هل يعنيك التقارب العلمي وما معاييره: أهي الشهادة فقط أم ثقافتها علوًا وانحدارًا؟

وحينئذ ستقرر أنت المواصلة أم الفصل ولا تتأخر في اتِّخاذ القرار رحمة بهذه الخطيبة؛ حتى لا تحسب عليها طول المدة على حين أنت مشغول بِهَمٍّ آخر..

وعليك قبل أن ترتبط بأخرى أن تقدر أن دخول البيوت يا بني ليس أمرًا سهلاً يخضع لأمزجتنا؛ لأنه مبدأ مبني على مواصفات محددة قبل دخول البيوت.

إذا رأيت أن دخولك البيت يحققه فعلى الرحب والسعة، وإن لم يكن فلا داعي حتى تستوفي كل شروطك أو أغلبها.

والله يوفقك لما يحب ويرضى.. ويعوضها من هو خير.
---------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق