الأحد، 20 ديسمبر 2009

التخير للنطف مطلب ضروري

أحمد المصري- مصر :
السلام عليكم باختصار أنا شاب (23 عامًا) ملتزم نوعًا ما والحمد لله، معروف في منطقة سكني لأني محفظ قرآن في مسجد السكن، والحمد لله في بكالوريوس هندسة، ووضعي الاجتماعي متوسط لا بأس به.
مشكلتي أنني تعرفتُ على فتاةٍ من منطقة سكني فيها المواصفات التالية:
1- عمرها 21 سنة.
2- وضعها المادي أقل من المتوسط بقليل، ولكنهم ليسو فقراء والحمد لله.
3- حاصلة على الدبلوم
4- مستواها الديني ليس بالعالي (وأقصد هنا بالدين أي المستوى العلمي في الدين؛ فمعلوماتها في الدين قليلة جدًّا، فقط تعرف ما يجب معرفته من فروض للصلاه وحجاب، والحرام والحلال المشهور بين الناس، ولكنها ليست متفقهةً في الدين بدرجة كبيرة أو عندها خلفيه دينية كبيرة)؛ وقد يعود كل ذلك إلى مستواها الاجتماعي؛ وذلك لأن والدها متوفى، وأمها للأسف تزوجت وتركتها هي وإخوتها الخمسة (3 بنات وولدان)، وترتيبها الثاني يرعاها بعضٌ من أعمامها وليس كلهم، وكانت تعمل في إحدى المحلات، ولكنها الآن تجلس في بيتها.

المشكلة الكبرى أن إحدى أخواتها للأسف سيئة السمعة، وهذا معروفٌ بين الناس، للأسف، ومشكلتي أنني معجبٌ بها جدًّا؛ لأن الظروف أتاحت لي أن أتعامل معها في بعض الأوقات لفترةٍ كبيرةٍ جدًّا تتعدى السنتين، ومنذ سنتين وأنا أتابعها وأتمعن في أخلاقها وتعاملاتها، فهي لا تُكلِّم الشباب وتحاول أن تحافظ على الصلاة، وكثيرًا ما تطلب مني كتبًا عن الأذكار وكيفية تعلُّم القرآن... إلخ.

الحقيقة أنا أطلت في كلامي وأعتذر عن ذلك، ولكن أنا فعلاً معجب بها، وهي أيضًا، وهي تتمنى أن ترتبط بي لأسباب كثيرة.. وبالطبع لن أنسى تعليقات الناس (كيف لشاب مثلك يصلي بالناس إمامًا وسيصبح مهندسًا يرتبط بفتاةٍ لا تناسبه علمًا ولا دينًا؟).

أتمنى الرد السريع لأن هذا الأمر لا أريده أن يشغل بالي كثيرًا أو يؤثِّر على دراستي.. والحمد لله على كل حال، وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عنها ماجدة شحاتة الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لان):

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول وبعد..
يظل المرء مترددًا في اختياره الذي يحيك في صدره شيء منه، ولأنه غير مطمئن إليه ويرغبه في نفس الوقت فإنه يسعى جاهدًا أن يوجد لنفسه متكئًا من استشارةٍ يريد أن ينتزع منها بعضًا من التحفيز لعله ينهض للأمر دون تأنيب.

حيَّاك الله ابننا الكريم، ولعلك سلكت الطريق الصواب في تقرير أمر زواجك، فلا ندمَ من استشار ولا خابَ مَن استخار، ويبدو يا بني أن المسألة ليست مستويةً عندك في النظر إليها.

فثمة أشياء تراها معوقةً لمشروعك وتضع يدك عليها، ورغم ذلك ترغب في صاحبتك كما هي ترغبُ فيك، على الرغم من اختلافكما من حيث الكفاءة، فإن ترغب هي فيك فهذا أمرٌ طبيعي، وإن تحرص هي على ذلك فشيء عادي في سلوك الأنثى حين تجد مَن يناسبها يفوقها علمًا أو أدبًا أو مستوى اجتماعيًّا أو ثقافيًّا، فطموحها للارتباط بك ارتقاءً بها، إذن المشكلة عندك هل أنت تراها كذلك؟ ترتقي بك وتكون على توافق معك فيما ينهض بحياتكما وتربية أولادكما؟

لا أريد أن أسقط كل المعطيات الخاصة بها، والتي ذكرتها من كون الأب متوفى تاركًا خمسة أولاد تتركهم الأم لتتزوج بغيره، لتسوء سمعة إحداهن نتيجة افتقاد الرعاية من الأبوين أحدهما أو كلاهما؛ ولك أن تتصور أبناء تربوا في جوٍّ يفتقد الحب والدفء الأسري بلا رعاية من أم أو أهل؟.

إن التخير للنطف مطلب ضروري عند الزواج كما حدثنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن حق الولد على أبيه أن يحسن الخؤولة بإحسان اختيار الأم.

والكفاءة مطلوبة بين الزوجين ليتحقق التوافق الزوجي، وليس الحب وحده أو الميل أو الإشفاق يبني البيوت المستقرة؛ لأنها تقوم على عوامل عدة تتناغم بينها لتنشئ الاستقرار المنشود لحياة تسودها المودة والرحمة، وتكون الزوجة فيها السكن.

قد تلائم ظروف هذه الفتاة غيرك، فيحتملها بكل سلبياتها أو إيجابياتها، لكنك تستشير لأن الأمر في داخلك يلقى نوعًا من الرفض أو عدم القابلية، وما أنصحُ به أن تُفكِّر في الأمر بعيدًا عن عاطفةٍ تجاهها يبدو أنها تملكتك أو كادت، فألجمها بني بشيء من التأمل العقلي والنظر الواقعي، وساعتها ستقرر أنت دون حاجةٍ لدفعةٍ من الآخرين تحفزك أو تحجمك.

قد ينصح البعض بانتشال هذه من بيئتها لعلها أن تحسن فتستقيم، لكن هذا من الغيب الذي لا نعلمه، وما نحكم بشيء غير قائم على معطياتٍ واقعية؛ فالأمر إليك أن تخلص النية من زواجك منها كالرغبة في استنقاذها والارتقاء بها ليكون لك الأجر، على أن تتحمل عاقبة هذا الاختيار تحملاً وصبرًا فقد تُبطئ استجابتها، وقد تعود لأصل عادتها، ومن ثَمَّ وطِّن نفسك على احتساب أجرها، فهي ميدان دعوتك فانظر كيف يكون قرارك.

أسأل الله أن يبصرك ويشرح صدرك لما فيه الخير لك ولها، والزم الدعاء، والله المستعان.
-------------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق