السبت، 19 ديسمبر 2009

تحتاجين لزوج واعٍ يتفهم دورك

أم علي- مصر
أنا طبيبة مصرية، حاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، واستكملت دراساتي بالجامعة الأمريكية كاختصاصية جودة ورعاية صحية، وهو تخصص نادر؛ ولذلك فقد اجتهدت فيه كثيرًا لاقتناعي بجدواه الشديدة في المؤسسات الصحية التي فقدت مصداقيتها لسوء الخدمة، وعدم اكتراث الأطباء بنتائج العلاج، فأنا مؤمنة بدوري الكبير في إصلاح هذه المنظومة، وقد دعمت دراساتي بالعلاقة الوطيدة بين الجودة ومبادئ الإسلام وتعاليمه، فقد وجدت أن ذلك يساعدني كثيرًا في التأثير على الناس وضمان لجدية وإتقان الأداء؛ خوفًا من الله وليس خوفًا من الرئيس أو الإدارة.. المشكلة هي أنني أعمل في مجتمع مختلط، فهذه طبيعة المستشفيات، وطبيعة العلم الذي قضيت عمري فيه، وأحبه بشدة لدرجة أنني أتقرب إلى الله به، وأنوي به نصرة الله وإخواننا في فلسطين؛ لإيماني الشديد بأننا لن نرقى إلى منزلة الشهداء، ونحن نعمل بهذا الأسلوب المعيب في الأداء، وبلا ارتكاز على أي أساس رباني ينير الطريق ويهدي القلوب، بل إنني استشهد بأنه لا عزة بعيدًا عن الله، وذلك كله في إطار علم الجودة، ولكني فوجئت بأنني قد لا يقبل مني لأنني أعمل في بيئة مختلطة، مع أنني محتشمة جدًّا، ولا أقبل التعدي بأي صورة من أي رجل، وإذا تركت هذا العمل، فمن سيقوم به، وأنا ماذا أعمل إن كنت لا أتقن إلا هذا العمل بل وأعشقه، كما أنني سأحس بالتقصير العنيف تجاه أمتي التي تحتاج الآن إلى كل مجهود صغير وكبير، للإصلاح والتغيير والثورة على أحوالنا البائسة، أرجوكم أفيدوني رحمكم الله.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي بالموقع:

للتميز دومًا ضريبته، فإذا كان من المرأة فضريبته أشد، والسلوك الفردي المتميز ما لم يعمم فهو قابل للنجاح بأقل التضحية التي يتحملها أو تتحملها صاحبته.

حياكِ الله بنيتي الواعية، فواضح من صياغة رسالتك فهمك لمقتضى واقع أمتك الذي يتحمل تبعته، والمسئولية عند الرجل والمرأة على السواء كل بحسب طبيعته وميدان رعايته.

ولا شك بنيتي أنه متى ما توفرت ظروف عمل للمرأة من أي نوع في جو بعيد عن الاختلاط؛ يكون أفضل لكل من الرجل والمرأة وأحفظ للنفوس والقلوب، إلا ما كان اختلاطًا عفويًّا،أو استطاعت المرأة أن تفرض لنفسها سياجًا من احترام الرجل وتقديره، بالتزامها ضوابط الشرع، وآداب المخالطة، فهوني على نفسك بنيتي فللأمر مخرجه من أدبك وضبطك أولاً.

ثم فهمك ووعيك لمقتضى ما تعلمتِ، على أن يكون ذلك في إطار مرحلية محددة تستوجب التنسيق بين كونك متفرغة قبل الزواج، ثم كونك زوجة مسئولة، لكيلا يتجاوز اهتمامك بالأمر حده الطبيعي، فلا يتضخم لديك الشعور به على حساب الوفاء بالتزامات الزوجية والأمومة، ومثلك يا بنيتي يحتاج لزوج واعٍ يتفهم دورك؛ ليكون عونًا لك على أداء دورك لتكونا في الأجر سواء، ما دامت توفرت النية وتحددت وأخلصتما لله فيها.

وانظري بنيتي دون تحيز لدورك وتأملي ما يحقق من نفع أو يطولك فيه من ضرر، فأنت امرأة وللمرأة في حياتها مقتضى غير مقتضى المرأة في الحياة العملية بما يوافق فطرتها وطبيعة خلقتها، بغض النظر عن دعاوى تمييز المرأة وتمكينها التي لا يمكن أن تستوي النساء في كثير من ميادينها، فقد تتصدر امرأة وتحجم أخرى بحسب طاقة وقدرات كل واحدة، حتى لا نكلف النفوس ضد طباعها.

أتمنى أن توفقي للتوفيق والتنسيق بين ميدانك العملي خارج البيت وميدان رسالتك داخل البيت؛ لتكوني نموذجًا لاقتدار المرأة على توظيف كل ملكاتها دون اختلال والله يحفظك ويرعاك.
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق