الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

زوجي شديد الغيرة ماذا أفعل؟!

سامية - مصر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لي سؤال أرجو الرد عليه؛ زوجي يغير عليَّ غيرة شديدة، فهو يرفض وجودي في بيت العائلة عند وجود أزواج أخواتي، أو أن أكلمهم في أي موضوع، رغم أن هذا عادة يكون بحضور أمي وأخواتي، وليس في خلوة معاذ الله، ويرفض ذهابي لزيارة أخواتي في منازلهم، إلا في الظروف الضرورية وبمواعيد محددة بشدة، وما غير ذلك يكون رؤيتهم في بيت العائلة، وأنا لا أعرف؛ أهو على حق أم مفرط الغيرة، فلا أطيعه؟!.. أفيدوني أفادكم الله حتى أعرف الحق من الباطل.. وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد..
فإنه من غير المعقول أن نكلف الأشياء غير طباعها، وأن يتجاوز المرء في طباعه الحد المعتاد، فيتضخم عنده من سمات النفوس وخصائصها ما يصبح أشبه بمرض عضال، من الصعب علاجه بين يوم وليلة.

حيَّاكِ الله أختنا الكريمة، ولعلك أحسنت حين استشرتِ؛ فتقفي على المسألة من جوانبها الصحيحة، ومن ثم تحسنين التصرف والمعالجة.

شيء جميل أختي الكريمة أن تلقى امرأة زوجها وهو يغير عليها، والغيرة من دلائل الحب وعلامته ما كانت في حدها الطبيعي ومكانها الصحيح، وهي ليست محمودة أو مذمومة على إطلاق، وتجاوز الحد في خصلة من خصال النفس، لا بد أن يؤدي إلى سلوك مناقض، يتسم بالغلو في ممارسة حق ما، فمن حق زوجك أن يغير عليكِ من أزواج أخواتك؛ لكن في حدود لا تتصل بارتياب أو محاولة ضرب الخناق من حولك، فالتجمع العائلي الذي تنتفي معه الخلوة، وتكون النفوس أبعد عن إساءة النظر أو التفكير.

ربما لا يدع مجالاً لغيرة تصل حد الشك وسوء الظن، إلا إذا كان أزواج الأخوات ليسوا على ضبط وخلق، أو كان الزوج معتل النفسية.

والغيرة في ريبة من حق الزوج؛ لكن إن كانت في غير ريبة فهي شك، وسوء ظن واتهام، وعليك أختي الكريمة ملاحظة إلى أي مدى يمكنك تقبل غيرته وتحملها، بصبر وحسن تصرف تجاهه بما يزرع فيه ثقة في نفسه، إذ الغيرة المفرطة تكون ناجمة أحيانًا عن خلل نفسي لدى الزوج، يتصل بإحساسه بالنقص، أو يتصل بسلوكه الخاص تجاه المرأة، ومدى ثقته بها، فعليكِ أختي الكريمة تفهم غيرة زوجك، لتصلي إلى التعرف على دوافع غيرته؛ ليمكنك في هدوء واتزان معالجة هذا الداء؛ ليكون في الاتجاه الصحيح والمتزن.

أما قولك (وأنا لا أعرف أهو على حق أم مفرط الغيرة فلا أطيعه)، فالمسألة ليست في التعرف على حقه في الغيرة أم إفراطه كيلا تطيعينه، بل المطلوب مساعدته في استعادة ثقته بك وبنفسه؛ ليتزن ميزان هذه الغيرة عنده لتكون في محلها ومكانها الذي لا يماريه فيه أحد.

تلطفي معه، واستجيبي له في هدوء، ولا تتمردي على أمره فيزداد عنادًا، بل استوعبي هذه الغيرة بحوارات تستشف ما وراء هذه الغيرة؛ ليمكنك الاستجابة مرة والاعتذار أخرى في ذكاء.

لا يجد حياله الزوج إلا أن يضبط انفعاله، وأن يضبط غيرته.. فاصبري واحتسبي حتى تنجحي في إدارة هذه الأزمة النفسية لدى زوجك.

والله أسأل لك التوفيق والوفاق لما يؤدم بينكما في غير كدر أو نصب.
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق