الخميس، 17 سبتمبر 2009

لا تخطب على خطبة أخيك

مسلم – مصر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوتي الأحباب حيَّاكم الله جميعًا.
مشكلتي أنني تقدمتُ لإحدى الأخوات لخطبتها، وبعدما اتفقنا على كل شيء وصل كلام لبيتنا عنهم بأن إحدى أفراد عائلتها حولها شبهات؛ مما جعل أهلي يطلبون مني التراجع عن الارتباط بها، وبالفعل تم خوفًا على أبي وأمي من التأثر بهذا الموضوع.
ولكن بعد ذلك اتضح أن هذا الكلام ليس صحيحًا بالمرة، وطول هذه الفترة منذ ثلاث سنوات وأنا أتألم جدًّا لما حدث وارتبطت بغيرها، ولكنها كانت تشغل بالي طول الوقت، وللأسف لم أُوفَّق في خطبتي فانتهت الخطبة لعدم التفاهم بيننا، والتي كنتُ أريدها من الأول طلبها أحد الشباب للزواج، وبالفعل وافقوا، ولكن لم يتم الاتفاق على أي شيء ولم تتم أي خطوةٍ إلى الآن في خطبتهم.. فهل أفتح الموضوع ثانيةً مع أخيها؟ أم أن ذلك يجعلني أخسر أخيها صديقي للأبد؟ وهل إذا فاتحته يعتبر ذلك خطبةً على خطبة أخي؟ رجااااء بالله عليكم أفيدوني بسرعة.

تجيب عنها ماجدة شحاتة الاستشاري الاجتماعي بموقع إخوان أون لاين :

أخي الكريم ، حياك الله ووفقك للخير؛
مما قلت يا بني اتضح انعدام مبدأ التبين والتحقق حين تُثار الشبهات حول مَن في دائرة علاقاتنا، وللأسف نبني على أساس الشائعات قراراتنا، فنظلم غيرنا ونظلم أنفسنا حين نكون ألسنةً كالببغاء عقله في أذنيه، ولقد نعى القرآن الكريم على ذلك فقال جلَّ ثناؤه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾ (الحجرات).

 وأنت هنا ارتكبت جرمًا شديدًا حين انسقت لأهلك فيما أُذيع عن قريبةِ خطيبتك، وما ذنب الخطيبة أن تُؤخذ بجريرة قريبة لها؟ على فرض صحة ما نُقل؟ وما أبشع الأمر حين تنكشف الحقائق ويثبت أن ما قيل في حقِّ القريبة ليس إلا نقلاً مؤثمًا: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (15) ﴾ (النور).

 آفتنا أننا لا نتعامل مع الأشخاص ككياناتٍ مستقلة، نحكم على كلٍّ بحسب معطياته السلوكية
بعيدًا عما قد يُثار حوله أو حول زمرته، والله يقول: ﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ (فاطر: من الآية 18).

 ولعلك الآن يا بني أشد اقتناعًا بخطر هذا الانسياق، وخطر أن نعطي آذاننا وألسنتنا لغيرنا يوجهها كيف يشاء.

 لم يتحقق التفاهم بينك وبين خطيبتك الأخرى، فانفرط عقدها، وطوال ذلك لم تبرح الخطيبة الأولى ذاكرتك، ويبدو أن ثبوت براءة قريبة الأولى هو ما عجَّل بإنهاء الخطبة الثانية، والآن تحاول أن تستعيد خطيبتك الأولى، لكنها خُطبت لآخر، برغم أنه لم يتم الاتفاق على شيء، لكن الواقع أنها تُخطب، وهناك خاطب قُبل من طرفِ أسرتها، وعدم الاتفاق إلى الآن، ليس مبررًا للوقوع في إثمٍ آخر؛ وهو أن تخطب على خطبةِ أخيك.

 فاتئد حتى يقضي في أمرِ خطبته، فإذا ترك تقدَّمت وإذا استمرَّ فبالبركة عليه، فقد عِْفتَها وكانت في يدك لأمرٍ لا يتصل بشخصها.

 فعليك بالصبر، ولا تحاول أن توجد لنفسك موضع قدم طوال فترة خطبتها من الآخر، حتى لا تفسد على الأسرة اختيارها، ودع الأمور فإنها تسير بمقادير الله عز وجل، ولا تتعجل إن كنت مصرًّا عليها حتى ينتهي بها المطاف إلى بيت زوجها، أو أن تنصرف إلى غيرها، وفقك الله لكل ما يحب ويرضى.
------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق