الأحد، 31 مايو 2009

هل مطلوب أن أتخلص من الحياء مع خطيبتي؟!

أحمد- مصر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين..
إخواني الأفاضل أنا شاب أبلغ من العمر 23 عامًا أعمل مدرس قرآن كريم بإحدى المدارس، وعزمت على خطبة إحدى الأخوات في العمل من ذوات الدين والأخلاق، نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله؛ وذلك بعد أن استخرت الله سبحانه وتعالى، واستشرت أهلي ومن أثق في رأيهم من إخواني.

المشكلة فيَّ أنَّ كل زملائي يتهموني بالحياء والخجل الشديدين، وأخبرتني إحدى الزميلات في العمل من أصحاب الخبرة في الحياة أن الرجل لا ينبغي أن يكون حييًّا لهذه الدرجة، خصوصًا في أمور الخطبة والزواج، وأن ذلك قد يؤدي إلى مشكلات فيما بعد؛ حيث إن المرأة بطبعها تحب الرجل الجريء، وأنا أرى ذلك طبيعيًّا في شخصيتي فانصحوني وأفيدوني أفادكم الله.

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في "إخوان أون لاين":

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أحمد الله تعالى إليك أن يسر لك القدرة على الزواج، وأنك قد استخرت واستشرت فيمن قد ارتضيتها زوجًا لك، على أن تكون شهادة الآخرين ناتجة عن معايشة سلوكية وواقعية، لا علاقة العمل وحدها حتى تكون الشهادة عن معاملة.

والحياء يا أخي من الإيمان، وقد كان صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، لكن يبدو أن الحياء صار في زمن الانفلات وصمة أو تهمة، وصارت حمرة الخجل تثير سخرية البعض، على كلٍّ فإن خصال الخير حتى لو كان في معدل الزيادة فلا تعد مرضًا، أو خللاً في الشخص، بقدر ما تعد عيبًا في معايير الناس، ومقدار البعد عن مُثُل البر وقيمه.

ابننا الكريم:
يبدو هنا أن زميلة العمل إما لاحظت بمعاييرها هي أنك شديد الحياء والخجل بدرجة غير معهودة فيمن حولكم، أو أن الفتاة محل اختيارك شكت إليها ذلك، فأرادت أن تبلغ رسالة إليك؛ لعلك تفتح معها حوارًا يُخرجك عن صمتك أو خرسك العاطفي في مرحلة الخطبة، كما يحلو للبعض أن يجيز ذلك بحجة التعارف.

أعتقد ابني الكريم أن تظل على ما أنت عليه من حياء، وبما لا يغلق طرق التواصل بينك وبين الخطيبة، أي أن تظل بينكما مساحة من الحواجز التي تمنع تخالطًا أو تواصلاً غير منضبط؛ فالجرأة ليست محمودة في كل الأحوال، ولا أدري ماذا تقصد الزميلة من حب المرأة بطبعها للرجل الجريء؟!، هل تقصد به ذلك الذي يكسر أو يقتحم على المرأة سترها وحياءها.

الخطبة يا بني لا تجيز شيئًا من التواصل العاطفي الذي نراه بين الشباب والفتيات في مرحلة الخطبة، ولعل التحفظ في هذه المرحلة أنقى وأتقى وأدعى لتدفق عاطفي حلال فيما بعد إن شاء الله.

توكل على الله، واخطب من اخترت واتق الله في غير تشدد منفر، ولا تواصل منفلت غير منضبط، واعلم أن الحياء لا يأت إلا بكل الخير، وكن على سجيتك في هذه الفضيلة فإن هذا أحفظ للدين وسلامة القلب، وإن شاء الله ما دامت الخطيبة تعرف دينها فلن تنكر عليك ذلك، بل ستطمئن أكثر لك.

وعمومًا فإن طبيعة الحياة الزوجية غير ما نجد من ظاهر الناس، وهي تفرض تدفقًا عاطفيًّا وتجاوبًا شعوريًّا قد يختلف كثيرًا عمَّا يبدو عليه ظاهرنا من وقار وتحفظ، فلا تلتفت كثيرًا لملاحظة الزميلة، وسوف تكون أكثر جرأة مع خطيبتك حين تصبح إن شاء الله زوجتك، تحياتي ودعواتي لك بالتوفيق لما فيه الوفاق والمودة بينك وخطيبتك .
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق