الجمعة، 6 فبراير 2009

هل أخطب شقيقة صديقي المخلص؟

يقول السائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، بارك الله في القائمين على هذا الموقع وعلى هذا القسم خاصةً، وبعد..

فأنا طالبٌ بالفرقة الخامسة في كلية الطب، وبفضل الله حالتنا ميسورة، ولي شقة خاصة بي.. عرض عليَّ أخٌ حبيبٌ إلى قلبي وعقلي الزواجَ من شقيقته تلميحًا ثم تصريحًا.

حقيقةً.. هم أسرةٌ من الأسر التي نستطيع أن نسمِّيَها "أسرة إخوانية" بحكم معرفتي الطويلة بهذا الأخ، وحقيقةً.. أشعر أن ارتباطي بأسرةٍ مثل هذه فرصةٌ قد لا تتكرَّر، خاصةً أن شقيقته هذه تحفظ كتاب الله، وبحكم عملها الدعوي أشعر أنه سيكون هناك توافق فكري وعملي.
أريد أن أستأنس برأيكم لو تفضَّلتم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
              
تُجيب عن الاستشارة: ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين).

ابننا الكريم.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

ونشكرك بنيَّ على ثقتك وتقديرك، ونسعد بتواصلك معنا، واللهَ أسأل أن يرزقك التُقى والهُدى والغنى والعفاف.

حقيقةً.. أدهشني تصرُّف صديقك في تلميحه لك بخطبة شقيقته، وهو سلوكٌ نفتقده كثيرًا؛ إما كبرًا أو جهلاً أو مراعاةً لواقع كثرةٍ من الناس؛ مما يوهن من قدر الزوجة أو يحط من مركزها لدى الزوج أو أهله، وهو سلوك القدوة والنموذج حين تزداد الثقة والمودة بين الناس.

فقد عرض عمر رضي الله عنه أمَّنا حفصة رضي الله عنها على أبي بكر رضي الله عنه ولم يُجِبْه؛ لعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها أمامه، ولعل هذا السلوك مما ترجمه المثل الشعبي من تفضيل الخطبة للبنت دون الولد، بمعنى أن يخطب الأب لابنته، كأن يرتضي من رجلٍ دينه وخلقه فلا يدعه حتى يزوِّجه ابنته، وهكذا فعل الصالحون، ولعل ريفنا لا يزال يمارس هذا السلوك بدون أي حرج، فصديقك أحيا سلوكًا حسنًا، فجزاه الله خيرًا.

والمهم في إحياء هذا السلوك أن يكون مَن يطلب منه الأبُ أو الأخُ تزوُّجَ أخته أو ابنته على مستوى هذا السلوك، من تقديره والامتنان له، لا الاستخفاف وتعيير الزوجة به فيما بعد، ولولا أن صديقك وجدك على هذا المستوى ما لمَّح ثم صرَّح.

المهم أن تكون الفتاة ذات دين وسيرة طيبة، ولأنها من بيت إخواني وتمارس الدعوة وأنت على نفس التوجُّه وفي نفس القافلة فأعتقد أن الصواب فيما رأيت؛ فالتناغم الفكري والتوافق في القناعات والاهتمامات من شأنه- إن شاء الله- أن يُنتج توافقًا زوجيًّا واستقرارًا أسريًّا، وأن يُبدع دفئًا وتدفقًا عاطفيًّا يُديم العشرة ويحفظ الأسرة من هزَّات الاختلاف، فتوكَّل على الله والْتَقِ بها؛ فللقاء انعكاسات نفسية من حيث تقبُّل كلٍّ منكما الآخرَ؛ لتتحدَّد مشاعره تجاه شريكه برغم كل ما ذكرت من بوادر زواج ناجح، إن شاء الله.

بقيت مسألة: أنك لا تزال مستمرًّا في الدراسة ولمدة عامين، فهل سيكون مجرد ارتباط بخطبة يطول معه التواصل؟ أم تتريَّث حتى تُنهيَ دراستك ثم تتفرَّغ للزواج فتكون أكثر نضجًا وقدرةً على الاختيارِ وتقديرِ المسئولية، مع وعدٍ لصديقك بخطبتها؟!

هذا- في تقديري- ليس راجعًا إلى القدرات المادية وحدها، بل إلى تقديرك أنت من حيث قناعتك وثقتك بإمكان تحمُّل المسئولية في هذه المرحلة.

وفَّقكما الله، وعلى بركة الله، والعُقبى لكل بنات إخواننا.
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق