الأربعاء، 4 فبراير 2009

تجربتي السابقة أصابتني بعقدة

بنت مصرية- مصر :
أنا سيدة أبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، وسبق لي أن مررت بتجربة زواج فاشلة استمرَّت سنتين، وأثناء هذه المدة كنت أدعو الله كثيرًا أن يحافظ على هذا البيت؛ حيث إني كنت أحب زوجي جدًّا، لكن القدر كان أقوى؛ حيث إنه كان يعاني من مشاكل صحية حالت بيننا وبين التوافق الزوجي، وكان يمتنع عن العلاج.

أرجو أن تساعدوني؛ لأنني مقبلة على الزواج من إنسان رائع، وأنا خائفة وأشعر أني مُعَقَّدة، أرجو الرد وجزاكم الله خيرًا.

تُجيب عن الاستشارة: ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

عزيزتي الكريمة.. واضحٌ من رسالتك وتقديرك لفشل تجربة زواجك السابق أن لدى الزوج مشاكل امتنع معها عن العلاج، وهنا يمكن رصد خللٍ لدينا في التعامل مع هذه المشكلات الخاصة من حيث التحرج من تناولها بين الزوجين بالحوار الهادئ، وتجاوزها بالتعاطي الراقي معها، بما لا يُشعر الطرف الآخر بأدنى حرج، وبما يقوِّي لديه الثقة بالنفس، بدلاً من توصيل رسائل خاطئة تُشعره بالضعف أو العجز.

فكلٌّ من الزوجين لا بد أن يكون لديه استعداد للتعرف على ما يُعانيه الآخر، وعليه يقرران مدى الحاجة للطبيب المختص، وتقبُّل العلاج وفقًا لاستشارته دون أي حرج؛ فمثل هذه المشكلات لا تُحَلُّ إلا من خلال تعاون الزوجين.

ذكرتِ أنك كنتِ حريصة على الاستمرار؛ لأنك كنتِ تُحبين زوجك؛ فهل نفهم أنه قرَّر الطلاق بعيدًا عن اختيارك وأنك كنتِ ترضين به على مشاكله مُعينةً ومتحملةً إياه حتى يستفرغ وسعك وتنفد قدرتك على التحمل؟!

عمومًا.. الزوج المحب رجلاً كان أو امرأةً لا يُفرِّط فيما بين يديه، ويتشبث بالآخر حتى لا يكون أمامه سوى الطلاق حلاًّ.

ولعله يكون آسفًا عليه وآسيًا على مَن يفارق، وبهذه المشاعر تمتد سنوات العشرة، وتتحجم أية مشكلات من أي نوع، لكن يبدو هنا أن هذه المشاكل وُلدت متفاقمة؛ فلم تستغرق من حياتكما سوى عامين، مع أن هذه المشكلات ليست كأية مشكلاتٍ صحية أخرى، فهي تأخذ وقتًا وتحتاج إلى صبر؛ كي لا تأخذ حجمًا أكبر من تقدير الزوجين؛ حتى يمكن تجاوزها أولاً، واستمرار الحياة ثانيًا من غير أن تكون عقبةً دون التوافق الإيجابي في الجوانب الأخرى من الحياة الزوجية، فقدَّر الله وما شاء فعل.

وحيث إنكِ مقبلة على زوجٍ رائع، كما وصفتِ، فأرجو أن تُقبلي عليه بنفسيةٍ أخرى، متفائلةً وحريصةً على الاستقرار ودوام العشرة، وألا تكون للتجربة السابقة أي انعكاساتٍ سلبية على تجاوبك الزوجي مع مَن تتزوجين.. لا يجب أن تستدعي من ذاكرتك مطلقًا سلوكًا زوجيًّا سابقًا، واقفزي دومًا على ما مضى؛ لأنك بصدد التعامل مع زوجٍ آخر؛ له سمات أخرى نفسية وشخصية، فاكتشفيه بما يُعينك على توافقٍ زوجيٍّ معه، ودعيه يطمئن إلى أن زواجك السابق لم يؤثر سلبًا في سلوكك الزوجي، وتفقَّدي حاجاته الخاصة؛ فلكل زوج احتياجاته التي تختلف عن غيره.

عزيزتي.. ثقي بنفسك أولاً، وأقبلي على حياتك واثقةً من أنكما معًا قادران بإذن الله على التوافق؛ فليس ثمة تعقيد تتوهمينه، وتوكلي على الله، واسأليه أن يرزقكما الحب والوفاق، وأن يشملكما بالبر والمودة والرحمة.

مع خالص دعواتي لكِ بالسعادة.
------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق