الخميس، 18 ديسمبر 2008

الشك يملأ قلبي.. هل أُتِمُّ الموضوع ؟

أحمد- مصر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
أنا شابٌّ ملتزم والحمد لله، أحفظ 27 جزءًا من القرآن الكريم.. تقدَّمتُ إلى فتاةٍ في السنة الثانية من الجامعة، وهي- والحمد لله- على خُلُقٍ عالٍ جدًّا، ولكن ليس لها علاقة بالدعوة، وأنا مُتحيِّر الآن من إتمام الموضوع، علمًا بأن أهلها ليس لهم علاقة بالدعوة أيضًا.

وفي يوم الجمعة رأيتها خارجةً بدون الخمار في الشارع؛ مما جعل الشك يدخل قلبي، وأتهم نفسي بالتسرُّع في هذا الموضوع، علمًا بأني استخرتُ اللَّهَ قبل الشروع في هذا الموضوع، فهل أُتِمُّ الموضوع؟ أم أقوم بتركها؟ أرجو الرد، وجزاكم الله خيرًا.

تجيب عن الاستشارة : ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حيَّاك الله أخي الكريم، وبارك الله لك في نعمة حفظ كتابه وأتمَّها عليك عملاً وتطبيقًا؛ حتى يكون واقعُك مطابقًا لما علمته من كتاب الله؛ فلا تتم نعمة الحفظ حتى يعمل المسلم بما حفظ، وحتى يكون لحفظه مردود إيجابي في تعامله مع الآخرين؛ من حُسنِ الخلق ورُقيِّ الذوق وبذل المعروف في سخاء نفس.

والحمد لله أنك شرعت في الزواج لتُكمل نصف دينك وتعف نفسك وزوجك، وبالطبع فإن الزواج لا بد أن يقوم على حسن اختيار، وقد علَّمك نبي الله أن المرأة تُخطَب لمالها ولجمالها ولحسبها ونسبها ولدينها، وأن الظفر بذات الدين هو الفوز وهو الخير؛ فـ"الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة"، ولا بد لمن يريد حياةً فاضلةً مستقرةً متناغمةً أن يُحسن الاختيار من ذات الدين.

والدين عند المرأة ليس خمارًا فقط، بل هو مجموعةٌ من الفضائل ومكارم الأخلاق التي يجب أن تتحلَّى بها الفتاة لتكون محل الاختيار، وليس معنى ذلك الغض عن قيمة من ارتدت الحجاب، لكن مع ارتدائها له لا بد من تحرِّي واقعها من حيث امتثاله في أخلاقها وسلوكها وطاعتها لربها.

وأنت لم توضح على أي أساسٍ تم اختيارك، وإذا كنت قد رأيتها سافرةً كاشفةً رأسها، فهل لم تكن محجبة؟ وفيمَ انزعاجك من كشفها وسفورها وأنت أقدمت على خطبتها وهي كذلك؟! واضح أيضًا أنها وأسرتها ينتميان لبيئة لا تعرف الالتزام، ولن أتوقف كثيرًا عند هذا وما له من تأثير سلبي فيما بعد؛ فالمهم الآن أنها لم تُقدِّر رغبتك في تحجبها، ومن ثم لم تمتثل لها، ربما أوهموها بأنك مجرد خاطب ولا يحق لك أن تلزمها بشيء، فسارت في الشارع على طبيعتها التي خطبتها عليها، وهذا مؤشر غير صحي، فيما لو كان الأمر كذلك؛ لذا أنصحك بالتمهل قليلاً حتى تكتشفها جيدًا؛ لعلك لا تظلمها إن تسرَّعت بفض الخِطْبة، ولعلك تستطيع بحكمة ورفق أن تقف بها على طريق الطاعة.

لا داعي للتوجُّس والقلق، وحاول أن تُعيد تأمُّل الموضوع ثانيةً للتعرف على حقيقة قناعاتها، ومدى رغبتها في امتثال شرع ربنا؛ لتكون لك عونًا على الطاعة، وحتى تبنيا بيتًا جديدًا قائمًا على معايير إنجاحه واستمراره، وأن تتحقَّق بينكما درجةٌ كافيةٌ من التوافق والتناسب في الكثير من الجوانب بما يُديم عشرتكما بالمعروف وبما يؤسس لأسرةٍ يشتد بها عضد دعوتنا.

وفَّقك الله أخي الكريم إلى ما فيه الصلاح والفلاح دنيًا وآخرةً .
--------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق