الأحد، 10 أبريل 2005

مفارقات !

بقلم : ماجدة شحاته
تطل علينا بوجه سافر وجرأة ممقوتة ، وفجر واضح مؤسسة لحزب باسمها " الفرعونية " وفي هذا التوقيت بالذات, والذي يحارب فيه الإسلام ويتآمر عليه وعلي دعاته الحكام, يبدو أن المؤامرة علي الإسلام ماضية بلا هوادة, وإعطاء إشارة البدء للمتفرعنين بالظهور خير دليل , والتحرك المشبوه لهم دون ترقب الخطر منهم لإقامة ندوات, وحوارات لكسب مؤيدين, إنما هو من تمام الكيد بالإسلام .

فعلي حين تحظر وتمنع لجنة الأحزاب قيام حزب إسلامي, وتحرم كبري الجماعات الإسلامية من ممارسة دورها بشكل رسمي, وبساق ألف سبب وسبب للحيلولة دون أسلمة حزب أو جماعة ولكنها وغدا لناظرة قريب تسمح بطلب تأسيس حزب توجهه فرعوني, يطالب بإحلال الهيروغليفية محل العربية, ولا أدري أي وثنية سيطالب بها محل الإسلام والنصرانية ؟!

في البدء كان حورس الجامعة, ليكون حورس الحزب, ولا عليهم إذا طالبونا بلبس الزي الفرعوني زياً رسمياً للشعب الفرعوني, وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء .

مصر بلد العجائب هكذا يقولون وكنا نحسبها ميزة, ثم وجدناها حقيقة وصمة إذ العجائب المتناقضات بأسرها ومالا يستقيم عقلا ولا منطقا ولا شرعا, ربما كانت لدي قادة الحزب الفرعوني قراءة واضحة لواقعنا الحالي في مشابهته لواقع مصر أيام الفراعنة, ألسنا نحكم مثلهم بحكم الفرد المستبد ؟!
ألسنا مهمشين تماماً من أية مشاركة إيجابية في سياستنا ؟
أليس الحكم حكراً علي حاشية ووجوه بعينها سئمنا رؤاها,وطلعاتها الكالحة, حتي أصبحنا نشعر بالغثيان عندما تتكلم .. ألم يسم فرعون مصر في الزمن السحيق المصريين سوء العذاب ؟!

ذبح أبناءهم واستحيا نساءهم .. واستخفهم فأطاعوه .. ثم طلع عليهم بأنه ما يريهم الا ما يري, وما يهديهم إلا سبيل الرشاد ثم تقدم خطوة في استبداده واستعلائه فجعل مصر كلها ملكه وهم عبيده وخدمه هو وحاشيته, ألم يظهر له بعد أن اطمأن إلي استمراء شعبه إذلاله وظلمه أن يجعل من نفسه الرب الأعلى .. متكئا علي هامان وجنود جيشه وشرطته , معولا علي سلطان الثروة ممثلا في قارون الباغي الذي احتكر المال والثروة ثم ادعي أنه إنما أوتيها علي علم عنده ما أشبه ما نعيشه اليوم بواقع فرعونية بغيضة ذهبت بمسماها, وتحيا بيننا بسلوكها واقعاً مريراً يريدون تكريسه بالاسم تأكيداً وتثبيتاً علي أننا نعيش عصر الفراعنة , "والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" .. ولن يتم لهم مشيئة أو إرادة ما بقيت فئة مسلمة تأطر علي الحق أطرا لا يضرها من يخذلها والله اكبر ولله الحمد والعاقبة للتقوى .
10/4/2005 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق