بقلم : ماجدة شحاته
القلوب عندما تقترب تضطرب ، وعندما
تتعانق الأنفاس تلهث الأشواق ، وعندما تتوافق نداءات الأعماق تترافق العقول وتتوارد
الخواطر ، فتشدو الروح في عالم يستعلي بها عن كل جموح ، بعيدا عن كل محسوس فتبقى المشاعر
في أوجها ، يزداد أوارها دون أن يختل عقلها الذاكي فلا تسقط في حمأة المنكور .
وقلوب الأحرار عندما تهوى فإنها
في المرذول لا تهوى ؛ إذ يبقى إيمان له استعلاء وفضيلة يكون بها استقواء ، غير أن العقول
إذا ترددت بتغييب انفك عنها عقال الإرادة فغامت رؤاها واختل توازنها فكانت أحوج ما
تكون إلى تشذيب .
ويبقى صبر الأحرار على لواعج
المشاعر ، وآهات الحنايا وأنات الضلوع سمت وطبع دليل على كريم السجايا ، وأصالة القصد
وحسن النوايا ، فما يصادف القلوب من مثل تلك الرزايا ، إنما يكون عفوا غير مقصود فكيف
نعده من الخطايا ؟؟ والنفس منه في عناء ، والقلب
إلى ربه في رجاء ، مخافة أن يذل إلى درك الشقاء .
فإنما الإنسان لحم ودم ، وجلد
وعظم ، له بين خلاياه نفس تغدو وتروح بين ضبط وجنوح ، تلقى ماتلقى من العناء ، تتهافت
حينا وتستعلي أحيانا ، وبين التهافت والاستعلاء وبحسب الإلحاح وإرادة المقاومة تكون
درجات السمو أو التساقط اقترابا وبعدا ، كفراش حائر بين ظلمة ونور ألا تراه هائما على
وجهه يقترب ويبتعد فتجده بين ناج ومحترق وبين النجاة والاحتراق تكون الدرجات .
فثم سر للنفس بين المرء وربه
دعه فلا تقتحمه بتفتيش أو بتثريب وتشديد أو إلغاء ونكير فربما سما فعانق السماء إلى
جنة عرضها السموات والأرض ، وربما هوى فاسأل الله له العفو فقد ابتلي ، فاشفق عليه
وترحم فذاك عين الوقوف على حقه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق