الاثنين، 18 يونيو 2007

توقيعات على جدران النفوس

بقلم : ماجدة شحاته
القلوب عندما تقترب تضطرب ، وعندما تتعانق الأنفاس تلهث الأشواق ، وعندما تتوافق نداءات الأعماق تترافق العقول وتتوارد الخواطر ، فتشدو الروح في عالم يستعلي بها عن كل جموح ، بعيدا عن كل محسوس فتبقى المشاعر في أوجها ، يزداد أوارها دون أن يختل عقلها الذاكي فلا تسقط في حمأة المنكور .

وقلوب الأحرار عندما تهوى فإنها في المرذول لا تهوى ؛ إذ يبقى إيمان له استعلاء وفضيلة يكون بها استقواء ، غير أن العقول إذا ترددت بتغييب انفك عنها عقال الإرادة فغامت رؤاها واختل توازنها فكانت أحوج ما تكون إلى تشذيب .

ويبقى صبر الأحرار على لواعج المشاعر ، وآهات الحنايا وأنات الضلوع سمت وطبع دليل على كريم السجايا ، وأصالة القصد وحسن النوايا ، فما يصادف القلوب من مثل تلك الرزايا ، إنما يكون عفوا غير مقصود فكيف نعده من الخطايا ؟؟  والنفس منه في عناء ، والقلب إلى ربه في رجاء ، مخافة أن يذل إلى درك الشقاء .

فإنما الإنسان لحم ودم ، وجلد وعظم ، له بين خلاياه نفس تغدو وتروح بين ضبط وجنوح ، تلقى ماتلقى من العناء ، تتهافت حينا وتستعلي أحيانا ، وبين التهافت والاستعلاء وبحسب الإلحاح وإرادة المقاومة تكون درجات السمو أو التساقط اقترابا وبعدا ، كفراش حائر بين ظلمة ونور ألا تراه هائما على وجهه يقترب ويبتعد فتجده بين ناج ومحترق وبين النجاة والاحتراق تكون الدرجات .

فثم سر للنفس بين المرء وربه دعه فلا تقتحمه بتفتيش أو بتثريب وتشديد أو إلغاء ونكير فربما سما فعانق السماء إلى جنة عرضها السموات والأرض ، وربما هوى فاسأل الله له العفو فقد ابتلي ، فاشفق عليه وترحم فذاك عين الوقوف على حقه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق