الاثنين، 9 أبريل 2012

مثليّو المغرب يصدرون أوّل مجلّة باسمهم .. وناشطون يعتبرونها دعوة للفجور

تقرير : ماجدة أبوالمجد
أزيح الستار يوم الأربعاء الماضي في المغرب عن أوّل عدد لمجلّة خاصّة بالمثليين هناك ليحمل اسم "مجلّة أصوات" كمجلة شهريه تعبر عنهم، ويرى مصدرو المجلّة بأنّ مولودهم المكوّن من 15 صفحة أتى "إغناء للسّاحة المثليّة المغربيّة المهمّشة والمضطهدة من المجتمع والقانون" كما يدعون.

وتضمن العدد الأول للمجلة الذي صدر بداية أبريل الجاري 2012 عددا من الموضوعات المختلفة ما بين أخبار ومقالات تهتم بصحة المثلي وثقافته الجنسيّة، وأخرى تسلط الضوء على حياة المثليّين في المدن المغربية، وفقرات يُستمع فيها لقصص واقعيّة للمثليّين، وصفحات تعطي للمثليّ فرصة نشر إبداعاته الأدبيّة.

ولم تأت هذه الحركة إلا بعد وصول إسلاميين في بلاد المغرب العربي إلى سدة الحكم، وإعلان ملك المغرب شخصيا بتعهده بإجراء العديد من الإصلاحات التي تضمن الحقوق والحريات، ليفسرها البعض بأنها تشويه لصورة الإسلاميين، ويراها البعض الأخر خروجا على المألوف والمعروف، ويراها البعض نذير خطر لابد من إدراكه قبل فوات الأوان.. وبين هذا وذاك سنحاول عرض وجهات النظر خلال السطور القليلة التالية...

ردة للخلف

في تعليقها على الموضوع أكدت الدكتورة هالة الجندي أستاذ أمراض النساء والتوليد ومرشح مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، أن المجلة إعلان صريح عن الفاحشة، وهي إنذار خطير عن تردي حالة الحريات فكيف بنا نصل لهذه المرحلة بعد الربيع العربي والنهضة الحضارية التي ثار الشعوب في كل بلاد الوطن العربي لتدشينها.

وتعتقد أن هذا ربما تواكب من قرار ملك المغرب "محمد السادس" الذي أعلن عن الملكية الدستورية وهو نوع من أنواع التطور.

وترى أن صدور مجلة كهذه يعد رجوعا للخلف وانهزام لأنها تعطي للشواذ "لواط و سحاق" الحق في ممارسه شذوذه في المجتمع أمام الجميع، وهو أمر شديد الخطورة.

وطالبت بأن نسمى الأشياء بأسمائها فهم شواذ وليسوا مثليين؟! لكن للأسف تحاول الأمم المتحدة الترويج لثقافة مثليي الجنسية ليتم قبولهم في المجتمعات العربية والإسلامية، ورفع الحرج عنهم حتى يتم دمجهم في المجتمع، من خلال إدراج معلومات إيجابية عنهم في كل مطبوعاتها ومواثيقها، لإعطاء المثليين حق التواجد في المجتمعات العربية والإسلامية..

كما طالبت كل من منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة علماء المسلمين والأزهر الشريف أن يقوموا بدورهم في رفض هذه المواثيق والوقوف وقفة قوية صارمة في مواجهة هذه الدعوات اللأخلاقية الرامية إلى إفساد المجتمع ونشر الانحلال الخلقي والرذيلة بين أبنائه.

مرفوضة

واعترض عادل صبري الكاتب الصحفي ورئيس تحرير بوابة الوفد الإلكترونية عن إصدار مجلة للمثليين، مؤكدا أن المثليين لهم الحق في أن يعيشوا في جماعات منغلقة وأن يتبادلوا أحاديثهم عبر الإنترنت والشات وغيرها، لكن ليس لهم الحق في إعلان فجورهم هذا على الملأ بإصدار مجلة توزع مع الباعة ويتم وضعها في الشوارع أمام أعين المارة على اختلافهم وتنوعهم.

موضحا أن للحرية إطارها الاجتماعي والديني والأخلاقي والعرفي الذي يجب أن يُحترم، معتبرا أن نشر المجلة هو نشر للفجور.

واعتقد أن أصحاب المجلة سيلاقون معارضة قوية بخلاف ما يعتقدوا من أنهم سيقابلون بتعاطف ودعم من الأخرين في المجتمع، بل على العكس سيتم نبذهم واستهجانهم، رغم احتمال أن يقلدهم أخرين، لكنهم سيظلون قلة قليلة.

وأشار أن إصدار مجلة للمثليين ستخلق هوة كبيرة وستفتح بابا خطيرا أمام كل من هب ودب لممارسة شذوذه بدعوى الحرية، رغم تعارض تصرفاته وسلوكياته مع الدين، مضيفا أن النقابات والمجالس العليا المخصصة لإصدار تراخيص المجلات والجرائد لا تبيح إصدار تراخيص رسمية إلا بمجموعة ضوابط وشروط، لذا فإصدار مجلة تفرض على الشارع وتفرض على القارئ وتتواجد جنبا إلى جنب مع المجلات والجرائد المحترمة لهو شئ مرفوض تماما.

قوانين رادعة

وشنت ماجدة شحاتة الكاتبة والأديبة هجوما على من أعطى ترخيصا لإصدار مثل هذه المجلة وقالت: من الغريب أن هذه الخبائث صنيعة عهر إعلامي، على مدى عقود لا ينكر الحرام، بل يشيعه ويروج له، ويتركه حتى يتورم، ثم يبرزه كظاهرة، تستوجب النظر من خلال ادعاء حقوق ما، والحقيقة ربما كانت دون ذلك بكثير، لكن الارتباط بمواثيق دولية دون التحفظ على ما يخالف ثوابت الأمة وخصوصياتها الثقافية، فتح الباب على مصراعيه، لتدخلات خارجية، للضغط والمساومة، كما لو كانت فئات مضطهدة..

والحقيقة أن هذا تلبيس وتضليل إذ تُسمى الفضائح والرذائل بغير مسمياتها الصحيحة كنوع من تطويع النفسية للقبول، بالرذيلة وعدم استهجانها، والمثلية في الشرع ما هي إلا لواط منكور ومحرم لايرضاها مسلم ولاتأباه فطرة سليمة، إذ هو شذوذ عن الفطرة وانحراف بها ولابد من التعامل مع هذه الفئة من خلال الحكم الإسلامي، في بعده الإنساني من حيث النصح والعلاج، ومن يرفض المعونة والمشورة يعزر بعقوبة مادام قد جاهر بمعصيته.

وترى أنه من الغريب أن هذا الشذوذ لا يعلن عن حقوقه المزعومة إلا في ظل حكومات إسلامية لإيقاعها في حرج دولي رغم أنها لم تصنعه، وهكذا كل ما يتصل بمخالفات شرعية، وعلى الحكومة إسلامية أو غير إسلامية أن تقوم بواجبها في حجب مواقع الرذيلة، ومنع احتكاكها بالمجتمع، حال جاهرت بجريمتها أو روجت لها.

إن قوانيننا يجب أن تخضع لقيم ومبادئ شرعنا، حتى على مستوى المواثيق الدولية الخاصة بمثل هذه الحقوق المزعومة، لابد هي الأخرى أن تخضع لقيم وثوابت الأمة حتى لا تجد أي حكومة إسلامية نفسها في صدام مع الخارج صنيعه وكلاء مرتزقة من خلال منظمات المجتمع المدني البوابة التي يدخل منها الخارج إلينا بأجندته عبر تمويل سخي يشتري الذمم والضمائر، وما لم يُتوجه لهذه المنظمات بقوانين رادعة تضبط وتحدد الأنشطة فإن هذه الفئات الشاذة وغيرها سيستشري أمرها لتصبح صداعا للحكومات.

وجاءت كل التعليقات على الخبر الذي نُشر في أحد المواقع الإلكترونية المغربية رافضة لهذا التوجه، وعلق أحدهم قائلا: إذا كان إصدار هذه المجلة قانوني فيجب محاسبة من أعطاهم الترخيص، وإذا كانت غير قانونية فيجب سحبها فورا و محاسبة الواقفين وراءها، متسائلا أين هي الوزارة و أين المجتمع المدني والعلماء و... فهذه ليست حرية التعبير وإنما فتنة.

وذكر آخر بعض آيات من القرآن الكريم قال تعالى "ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ( 54 ) أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ( 55 ) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 56 ) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين ( 57 ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ( 58 ) .

وقال ثالث: أصوات التي يجب أن تُسمع هي أصوات الحق وليس أصوات الباطل والفساد، أما أصوات الحق فتدعو إلى العمل والشغل، وإلى العلم والمعرفة، وإلى الصحة والنظافة والعافية، وإلى العدالة والإنصاف، وإلى الزواج الشرعي بين الشباب العازبين والشابات العانسات، وإلى الحرية بمعناها الإيجابي الديموقراطي الحقيقي... أما أصوات الباطل الداعية إلى الفوضى والسحاق واللواط والمخدرات والخمور وإشاعة الأمراض الجنسية كالسيدا والسيفليس أو الزهري وإشباع نزوات حيوانية شيطانية لا علاقة لها بنقاء الجنس البشري بقدر ما فيها من الحيوانية والقذارة...

إنه إفساد للمجتمع وحرب معلنة ضد ديننا، وتطورنا وتقدمنا، وحرب ضد الزواج والإنجاب والتربية السليمة والأخلاق الرفيعة الراقية، وضد كل ما هو إيجابي فينا، ولذلك وجبت محاربة هذه الأصوات وإخراسها إلى الأبد.

والأسلوب الوحيد الذي يمكن أن نتعامل به مع هذه الأصوات (حتى نكون إيجابيين) وننهجه مع هؤلاء هو إسداء النصح وقيام الجمعيات بدورها، ومعالجة هؤلاء المرضى نفسيا وخلقيا لإعادة إدماجهم بشكل سليم في المجتمع... وعليهم أن يعلموا أن الغرب قد نبذهم وأنهم لا مكان لهم بين المغاربة الأقحاح الذي لا يرضون بالمذلة
ــــــــــــــــــــــــــ
طالع التقرير على موقع : علامات أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق