السبت، 26 يونيو 2010

حائرة في هموم الزواج أثناء الدراسة

مؤمنة - مصر :
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد؛ فأنا فتاة جامعية تمَّت خِطبتي منذ حوالي ستة أشهر، ولله الحمد سعيدة بخطيبي جدًّا، فقد وجدت كل ما أتمناه؛ ولكن المشكلة أنني أصبحتُ متعلقةً به، وأنا ما زلت في الدراسة بإحدى الكليات العملية الصعبة، خطيبي يرى وبعض إخوتي أن الغرض من فترة الخِطبة انتهى، وأن الفترة القادمة ستحمل الكثير من التجاوزات غير المقصودة، ولا بد من التعجيل بالزواج، ورأي آخر أنني ما زلت صغيرةً على تحمل الزواج والإنجاب في فترة الجامعة، وتحمل مشاق الكلية؛ ولكي أسعد زوج المستقبل لا بد أن أكون مهيأةً نفسيًّا وعقليًّا، حيرت كثيرًا بين الرأيين؛ فماذا أفعل علمًا أن فترة دراستي قائمة لمدة سنتين؟!

تجيب عنها ماجدة شحاتة- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله ابنتي الكريمة..

لكل منا قدراته وظروفه التي قد لا يستقيم معها ما استقام مع آخر، وعلى كل منا أن يحدِّد غايته والوسيلة التي يمكنه بها الوصول إليها وتحقيقها دون اختلال في  ميزان الحقوق أو الواجبات، ودون قفز على طبائع الأشياء.

ابنتي الحبيبة..
الحمد لله أنْ رُزقتِ حب من سيكون زوجكِ، وهذا مؤشر طيب على توافق نفسي، جدير أن يُنجح الحياة الزوجية ويديمها، ويبدو أن هذه العاطفة كانت من البروز إلى السطح؛ بحيث لاحظها الخطيب ورصدها من حولك؛ ما أثار المخاوف من تجاوزها الخط الأحمر، وبالتالي كان الرأي بتعجيل الزواج، فإذا لم يكن ثمة عائق فأرى التعجيل على أن تنظري إلى طاقتك وقدرتك على التوفيق بين الزواج بتكاليفه ومسئولياته وبين الدراسة بأعبائها، على أن يكون الزوج عونًا ومعينًا ومتحملاً حتى تنهي الدراسة في سلام، فأنت إذن من تقرر ذلك، ثم في حوار مع الخطيب يمكن وضع إشارات على الطريق حول استعداده للمساعدة والتحمل.

السعادة يا بنيتي تأتي من التواصل الدافئ والراقي بين الزوجين على كل مستويات الحياة الزوجية اليومية، أما التهيؤ النفسي والعقلي فهو يكون عفو اللحظة التي نريدها؛ لأن مسيرة الحياة لا تخلو من انشغال إن لم يكن بالدراسة فبالحمل، ثم الولادة، ثم رعاية الوليد وهكذا، نحن من نصنع ذلك التهيؤ لنواصل الحياة في تجدد دائم وتفاؤل مستمر.

فتأملي يا ابنتي إلى أي حد يمكنك الاستمرار حتى الانتهاء من الدراسة مع التحفظ والتحرز، أو تعجلين بالزواج فتسعدين بالحب داخل بيت الزوجية، وتُسعدين زوجك كيفما أردت، على أن لا يعوقك ذلك عن مواصلة الدراسة.. فاستمعي لنفسك فأي من القرارين مسئولية، وإن كنت أرى أن تعطي لنفسك فرصة للتفكير والتروي، والله يوفقكِ ويرعاكِ.
-------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق