الثلاثاء، 15 يونيو 2010

احذروا تطويل فترة الخطوبة

فتاة – مصر :
السلام عليكم ورحمة الله تقدم إلى خطبتي أحد الشباب لا ننكر عليه شيئًا في الخلق والدين، واقترح أن تكون فترة الخطوبة بيننا سنتين، وبعد فترة من الخطوبة فوجئت به يخبرني بيني وبينه عن كونه كان معتمدًا على والده في مساندته للزواج فتخلى عنه الوالد لعلة اجتماعية، وترك وظيفته الذي كان فيها فأصبح بلا مساعد له في التجهيز للزواج، فأخبرني أن المدة قد تزيد عن العامين، وعليَّ أن أخبر أسرتي بذلك، وهل من المناسب لهم ذلك أم لا فأجازت أسرتي ذلك؛ أما أنا فأخشى من طول فترة الخطوبة، وأريد أن أقترح عليه أن يقلل التواصل بيننا مخافة الوقوع في أخطاء الخطبة من طول الفترة.

تجيب عنها ماجدة شحاتة الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين) :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
حياكِ الله ابنتي الكريمة والحمد لله- بنيتي- أن وفق إليك من لا تنكرون عليه خلقًا ولا دينًا، ولعل هذه الشهادة قد ثبتت عن طريق التحري عنه، والمخالطة له، فميدان المعاملة فيه كثير فسحة للتعرف على خلق المرء ودينه، ولعل مما يحسب له أنه كان واضحًا منذ البداية في تحديده مدة الخطبة بعامين، ثم تخييره لكم بعد تعثر ظروفه بتخلي والده عن مساعدته مما يطيل المدة أكثر، وبرغم موافقة أسرتك، إلا أنك تخشين طول مدة الخطبة، وخاصة أن الخطيبين شرعًا أجنبيان عن بعضهما البعض، فالخطبة لا تجيز ولا تحل ما يُتحرز منه بالنسبة للأجنبي، غير أن ما يحدث في الواقع هو التساهل مع الخطيب دخولاً وخروجًا ومخالطةً؛ مما يُوقع في كثير من المشكلات، برفع الحرج والتكليف، وربما اطلع كل منهما على ما لا يروق للآخر، مما يمكن التغاضي عنه بعد الزواج عنه قبله .

عمومًا فإنني أقدر لك حرصك وفهمك وأوافقك مخاوفك، وأشاركك الرأي غير أنه يمكن ضبط المسألة- إذا أردتِ الاستمرار- بتحديد مواعيد الزيارات، لتكون في حضور الأسرة دون انفراد، أو أن تشرحي لأسرتك مخاوفك لتعرض عليه أن يكون كل منكما في حل من الآخر حتى يكون جاهزًا لإتمام الزواج، فإذا كانت الأسرة من السعة بحيث تستطيع المساعدة فيمكنها أن تعرض عليه ذلك؛ اختصارًا للمدة وتعجيلاً بالخير الذي ترونه، ومن ثمَّ فلا مانع أن تقترحي عليه ما تريدين، لكني أخشى أن تطول المدة، ويظل مبرر التطويل موجودًا، فبسطي الأمور أمامه، ولييسر عليه أبواك، ولتبدآ الحياة بسيطة وتستكملاها معًا، بدلاً من انتظار استكمال الاستعدادات، والتجهيزات فبغض النظر عن مخاوفك فثم بعد آخر أخشاه من تطويل الخطبة، وهو رجوع أحدكما عن مشروعه لسبب أو لآخر؛ مما يفوت الفرصة في حينها على الآخر لارتباط بشخص يكون أنسب، كما أني لست مع من ليس بجاهز لزواج معجل أن يطرق الأبواب بخطبة يطول الوعد بها إلى أمد ربما مع طوله، يُتوقع ما لا تُحمد عاقبته فمن تجهز واستعد فعليه بالبحث عمن تناسبه .

وإن كنتُ أرى مع صعوبة التكاليف أن تتوفر لدى مجتمعاتنا مؤسسات معنية بتزويج الكفء إن كان معسرًا، سواء كان بهبة أو قرض حسن بشروط ميسرة، فشبابنا اليوم أحوج ما يكونون لمساعدة المجتمع كله، من أجل حل كريم لبناء زوجي ترتبط فيه المرأة بالرجل برباط أسري يحقق العفة والاستقرار .

أسأل الله أن ييسر لكِ ويزيدك وعيًا بمقتضى الصلة بينك وبين خطيبك، ويعجل بأن يجمع بينكما على خير وفي خير .
-------------
طالع الاستشارة على موقع : إخوان أون لاين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق