الأحد، 5 أكتوبر 2008

الحركة الإسلامية خطوات استباقية

بقلم : ماجدة شحاته
لابد للحركات الإسلامية السياسية من إعادة النظر في المشاركة السياسية مع أنظمة تناوئ الإسلام وتعاديه ، وعندها استعدادية وجاهزية للانقضاض عليه متى طُلب منها ذلك ، وإعادة النظر من حيث حساب الأضرار والمنافع ، المكاسب والخسائر ، سواء صبت في كفة الأنظمة أم الحركة ، لأن المشاركة السياسية لهذه الحركات لاشك أنها تحقق للأنظمة الكثير من المكاسب على مستوى داخلي وخارجي ، فهي -أي المشاركة -تبيض وجه تلك الأنظمة ، وتحسن من سمعتها ، وتعطي لها فرصا في إثبات ديمقراطيتها الهامشية والصورية طبعا ، على حين يتم تجميد وتحجيم حركة العمل السياسي الإسلامي ، بل وتهميش دوره وفاعليته من أجل ألا تكون له مصداقية في مرحلة تالية ، يكون تيار آخر علماني أو إسلامي متراض مع النظام ، هو المطلوب تصعيده ، ليحل محل تلك التيارات العاملة والهادفة ، والتي لها غايات إسلامية تتوافق وأشواق الشعوب لعدالة اجتماعية وحرية وكرامة إنسانية ..

لست ضد العمل السياسي للحركات الإسلامية لكني مع اتزان الحركة في اتجاهه ، وتوازنها وأن تكون بحجم يتفق وما يستهدف منه ، بحيث تبقى الدعوة والتربية تستأثر بكثير جهدها وفاعليتها ، فالانشغال بالعمل السياسي أفرز أفرادا على وتيرة أخرى غير تلك التي أفرزتها الحركة في ظل توجهات وأهداف أخرى لم تكن السياسة بهذا الحجم الضخم ..

وفي نفس الوقت لابد من اعتماد وسائل تغيير تنطلق من المعارضة وليس المشاركة ، المعارضة التي تتيح لصاحبها حرية توصيف حالة النظام ، وحجم فساده وإفساده ومنكره ، وفجوره ، وإلا فإن التجاوب مع تلك النظم الفاسدة يكرس سياساته ، ويترك الشعوب نهبها تضييقا وإفقارا وكبتا وإفسادا وهوانا ..

إن نظمنا الحاكمة بحاجة إلى معارضة أشد قوة وأكثر نفيرا في تهديدها استقرارها في غير اندفاع أو تهور ، على الآ يستبعد تغييرا بالقوة تفرضه الظروف ، لأن انتظار التغيير السلمي في ظل أنظمة كهذه لايخدم إلا تلك الأنظمة بمايحقق لها طول الأمل والأمد .
---------------
طالع المقال على موقع : مفكرة الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق