الخميس، 5 يونيو 2008

متى يفيق هذا النظام ؟


بقلم : ماجدة شحاته
عندما لا تتغير قناعات نظام بعدالة قضايا مجتمعه، فإنه لا يستمع لنصح الدعاة في شأن شريحة من شرائح المجتمع، مهما تكن حيدة الرؤية وموضوعية النظرة، ونظام يفقد توازنه واتزانه، وهو يعالج اختلافه مع معارضيه، هو نظام يسرع خطاه نحو نهايته.

عندما يهرع هذا النظام إلى القضاء العسكري ليحتمي به، ويمارس من خلاله هيمنته واستبداده، وظلمه وعسفه بإحالة المدنيين للمثول أمامه خروجًا على مواثيق دولية وشرعية، في حق الإنسان في المحاكمة أمام قاضيه الطبيعي.. عندما يفعل النظام ذلك فقد أبان عن عجزه، وقوة حجة معارضيه، وتلفيقه وافترائه على الحقيقة التي لا يستطيع القفز عليها إلا أمام القوانين الاستثنائية سيئة السمعة، وحين يسير للخلف بانتقاص حقوق الإنسان في دستوره، في وقت لم تعُد الشعوب غافلةً ولا مغلقًا عليها، بل هي تختنق بقوانين اقتصادية تمتص كدَّها وعرقَها، وتستحلُّ كل جهدها بجباية لم يعرف التاريخ مثلها، يكتوي بها الفقراء دون الأغنياء، فتتسع قاعدة الفقر ويتخفف العبء عن الأغنياء، فيتكرس الفساد وتُحتَكر الثروة في قبضة القلة.

إن زواجًا تم بين نخبة السلطة والثروة في حكومات متتالية قائمٌ على خصخصة "مصمصت" لحوم الوطن حتى دقَّت عظامه، ويسلب الحقوق والحريات ويسترقَّ العباد.

هذا النظام لا يمكنه مهما أحكم قبضته أن يستمر، فإذا جمع إلى ذلك كله استخفافًا بحملة فكر ووعي، وحملة منهج وسطي لدعوة ربانية، يوقن أن هذه الدعوة في وجودها صمام أمنه وأمانه، وإن ظن أن خارجًا يحميه، أو داخلية تمنعه من انفجار يأتي على أخضره ويابسه، إذا فقد عقله وتصرَّف بمثل ما تصرَّف في محاكماته العسكرية المتكررة للإخوان، متصورًا أن هذا يفتُّ في عضد الدعوة أو القائمين بها، أو يوهن من عزماتها فقد دقَّ بأحكامه الجائرة المسامير الأخيرة في نعشه ليُحمَل غير مأسوف عليه إلى مثواه الأخير.

نعم.. فقد طاش صوابه وهو يسيِّس أحكامًا ويصعِّد مؤامرته ضد هذه الجماعة المباركة، وحسبه أن رد الفعل على جميع المستويات لم تكن به أية مسحة من رضا أو ارتياح، وأن هذه الأحكام قوبلت من الجميع باستياء بالغ، ولولا تلك الحكمة التي يتسم بها ردُّ الفعل الإخواني لكان يمكن توظيفها لإثارة الرأي العام، وتأليب الشعب الذي صار قاب قوسين أو أدنى من السير في أي اتجاه ضد هذا النظام.

فقد بلغ من الفقر والقهر حدًّا يهدد النظام مهما غلظت عصاه وتمركزت جنود أمنه المركزي، وحسب أحداث المحلة شاهدًا غير بعيد واستجابة الشعب لمجرد دعوة بلزوم البيت.

لا أدري إن كان النظام قد وصلته رسالة ما من تصعيده أحداث المحلة وانقلاب مكرِه وسحرِه إلى نحرِه، ليعيد حساباته مع جماعة الإخوان بالتهدئة والتوافق الوطني، والاتفاق على مبادئ من شأنها

--------------
طالع المقال على موقع : إخوان أون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق